معنى: (أقرؤهم). في حديث الإمامة

2 233

السؤال

ما هو تعريف: "أقرؤهم" في حديث: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"؟
هل هو أحفظهم، أم أجودهم في أحكام التلاوة، أم أكثرهم تعظيما لآيات الله، أم أكثرهم التزاما بالعمل بها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فمعنى أقرؤهم أكثرهم قراءة، وإتقانا، وحفظا للقرآن، وقد تعددت أقوال العلماء في المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... " رواه مسلم وغيره. فقال بعضهم أكثرهم حفظا، وقال آخرون أحسنهم قراءة.

جاء في عون المعبود للآبادي: الظاهر أن المراد أكثرهم له حفظا، ويدل على ذلك ما رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح عن عمرو بن سلمة قال " انطلقت مع أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام قومه فكان فيما أوصانا: ليؤمكم أكثركم قرآنا، فكنت أكثرهم قرآنا فقدموني " وأخرجه أيضا البخاري، وأبو داود والنسائي . وقيل: أحسنهم قراءة وإن كان أقلهم حفظا، وقيل: أعلمهم بأحكامه ..."
وفي صحيح ابن خزيمة: أن المهاجرين، لما قدموا المدينة، نزلوا إلى جنب قباء، حضرت الصلاة، أمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا، منهم عمر بن الخطاب، وأبو سلمة بن عبد الأسد
قال المباركفوري في مرعاة المفاتيح: والأظهر أن معناه أكثرهم قراءة بمعنى أحفظهم للقرآن، كما ورد أكثرهم قرآنا. قلت: هذا هو الراجح عندي لحديث عمرو بن سلمة، والروايات يفسر بعضها بعضا. اهـ

وتجدر الإشارة إلى أن تقديم الأقرأ لكتاب الله يشترط فيه أن يكون عارفا ما يتعين معرفته من أحكام الصلاة، وأن يكون سالما من الفسق. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 209536 والفتوى رقم: 208852.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة