السؤال
أعمل في الصين, ودعاني أحد زملاء العمل للغداء مع بعض رجال الأعمال, فذهبت وأخبرتهم أنني مسلم, ولن آكل معهم، وفعلا لم آكل أو أشرب أكثر من الماء، وأثناء أكلهم وأنا معهم على نفس الطاولة كان البخار يتصاعد من أطباق الأكل، وبسؤالهم اتضح أن أحد الأطباق به ـ أعزكم الله ـ لحم خنزير, والآخر به لحم كلب ـ والعياذ بالله ـ وكنت أحاول تجنب البخار المتصاعد أن يصيب وجهي أو ملابسي، ولا أدرى هل أصابني أم لا؟ فالبخار ـ كما تعلمون ـ ينتشر في الهواء، فماذا أفعل لتطهير ملابسي؟ وهل علي غسلها سبعا؟ وإن أصاب الماء قبل الغسلة السابعة مكانا من بدني أو ثوبي، فهل أغسله أيضا سبع مرات؟ أم تكفي فيه مرة واحدة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن الوساوس قد بلغت منك مبلغا عظيما, فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الاسترسال فيها, فإن ذلك أنفع علاج لها, وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086.
ثم ننبهك على أن البخار المتصاعد من الأطباق المشتملة على لحم الخنزير, أو الكلب, أو نحوهما, لا تنجس ثوبك, ولا جسدك, ولو تحققت من إصابتها, ومن ثم فلا داعي لغسل ثيابك, ولا جسدك, جاء في الفتوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: فإذا عرف هذا، فعلى أصح القولين: فالدخان، والبخار المستحيل عن النجاسة: طاهر؛ لأنه أجزاء هوائية, ونارية, ومائية، وليس فيه شيء من وصف الخبث. انتهى.
وفي الموسوعة الفقهية: وأما البخار المتصاعد من الحمامات وغيرها ـ كالغازات الكريهة المتصاعدة من النجاسة ـ إذا علقت بالثوب، فإنه لا ينجس على الصحيح من مذهب الحنفية، تخريجا على الريح الخارجة من الإنسان، فإنها لا تنجس سواء أكانت سراويله مبتلة أم لا، والظاهر أن بقية المذاهب لا تخالف مذهب الحنفية في هذا. انتهى.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 4387.
والله أعلم.