السؤال
أنا فتاة عمري 15 سنة عانيت من كثير من الوساوس ـ ولله الحمد ـ تخلصت من أكثرها، وسؤالي هو: عندما أقرأ في الصلاة أي شيء سواء الفاتحة أو تكبيرات الانتقال... يخرج أحيانا عند نطقي لحرف الراء صفير خفيف أسمعه، وكثيرا ما أصحح هذا الخطأ، وللعلم فإنني لست متعمدة خروج هذا الصفير، وهذا الصفير ليس وهما بل هو حقيقة، وكثيرا ما يرتفع صوتي بالقراءة دون قصد سواء في الفاتحة أو تكبيرات الانتقال أو التسبيح... وذلك بارتفاع صوتي بحرف واحد مثلا أو جزء بسيط من الكلمة، ودائما بعد الصلاة أسجد للسهو بسبب هذين الأمرين ـ الصفير وارتفاع صوتي ـ وهذا أتعبني كثيرا، فمنذ تقريبا ثلاثة أشهر بعد كل صلاة أسجد للسهو إلا نادرا، ولا أعلم هل يجب أن أسجد للسهو أم لا؟ قرأت مرة كلاما لابن عثيمين أن الجهر في الصلاة سواء دون قصد أو بقصد في غير موضعه لا يسجد له، لأنه سنة، وأقرأ سرا دائما في مواضع الجهر، فهل يعتبر ارتفاع صوتي من الجهر ولا أسجد له؟ أم ماذا؟ أرجوكم بعد الله ساعدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فجهرك ببعض الحروف أو بجزء من الكلمة لا يشرع به سجود سهو، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع الصحابة الآية أحيانا في الصلاة السرية, ففي الصحيحين من حديث عن أبي قتادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين ويسمعنا الآية أحيانا..
وكذا إسرارك في موضع الجهر لا يشرع به سجود سهو لا سيما لمن كان مبتلى بالوسوسة، وأما ما ذكرته من الصفير عند النطق بالراء فمن الواضح أن هذا من تأثير الوسوسة إذ الصفير ـ والذي هو صوت زائد يشبه صوت الطائر يخرج من بين الشفتين عند النطق بالحرف ـ إنما يكون في الحروف الثلاثة: الصاد والزاي والسين ـ ويستحيل خروج الصفير عند النطق بالراء, فننصحك بتقوى الله تعالى وأداء الصلاة والقراءة بعيدا عن تأثير الوسوسة ولا تسجدي للسهو لا لأجل الجهر والإسرار ولا لأجل الصفير المزعوم.
والله أعلم.