السؤال
لو عملت أي شيء، فهل القرآن الكريم يقصدني؟ يعني أن كل تصرفاتي مذكورة في القرآن الكريم؟ وهل صحيح يوجد مثل كذا عن الناس؟.
لو عملت أي شيء، فهل القرآن الكريم يقصدني؟ يعني أن كل تصرفاتي مذكورة في القرآن الكريم؟ وهل صحيح يوجد مثل كذا عن الناس؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السؤال غير واضح، ولكن إن أردت أن القرآن يتحدث عن تصرفات العباد، فإن القرآن ليس كتابا إعلاميا يتحدث عن أفعال الناس وأحداثهم، ولكنه كتاب الله الذي أنزله لهداية البشر وتذكيرهم وإنذارهم وتبشيرهم وإخراجهم من ظلمات الضلال والمعاصي إلى نور الهدى والطاعات، قال الله تعالى: ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين {البقرة:2}.
وقال تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس {البقرة:185}.
وقال تعالى: الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد {إبراهيم:1}.
وقال تعالى: المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين {الأعراف:1ـ 2}.
وقد تضمن هذا القرآن التشريع الرباني الذي شرعه الله للثقلين وتعبدهم بالعمل به والتحاكم إليه، قال تعالى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم {الأعراف:3}.
وقال تعالى: كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه {البقرة:213}.
وقد تضمن كل ما يحتاجه البشر في دينهم ودنياهم، وما يحقق مصالحهم، قال تعالى: ما فرطنا في الكتاب من شيء {الأنعام:38}.
قال الشوكاني في كتابه إرشاد الثقات: إن القرآن العظيم قد اشتمل على الكثير الطيب من مصالح المعاش والمعاد، وأحاط بمنافع الدنيا والدين، تارة إجمالا، وتارة عموما، وتارة خصوصا، ولهذا يقول سبحانه وتعالى: ما فرطنا في الكتاب من شيء ـ ويقول عز وجل: وكل شيء أحصيناه في إمام مبين.{يــس:12} ويقول تبارك وتعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. {النحل:89} ونحو ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى..اهـ.
والله أعلم.