هل ثبت في أحاديث الحمام شيء؟ وهل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام امرأة صائمة؟ أعتقد أن الحديث في صحيح ابن خزيمة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم تبين في سؤالك مقصودك من الحمام، حيث لم تضبطه بالشكل، والمتبادر من اللفظ معنيان:
أحدهما: الحمام ـ أي الطائر ـ فقد روى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والبيهقي، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يتبع حمامة، قال: شيطان يتبع شيطانة. وصححه الألباني.

قال البيهقي في شعب الإيمان على هذا الحديث: وحمله بعض أهل العلم على إدمان صاحب الحمام على إطارته والاشتغال به وارتقائه السطوح التي يشرف بها على بيوت الجيران وحرمهم لأجله. انتهى.

وراجع هذه الفتوى برقم: 45348.

والثاني: الحمام بالتشديد الذي هو المستحم، وقد وردت فيه أخبار، منها ما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة. قال الألباني: صحيح.

ومنها عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر. رواه أحمد والترمذي والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم ـ ووافقه الذهبي وقال الترمذي: حديث حسن ـ وصححه الألباني.

وراجع هذه الفتوى رقم: 47934.

وأما حديث أكل النبي صلى الله عليه وسلم أمام امرأة وهي صائمة: فقد رواه الإمام أحمد عن أم عمارة بنت كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقربت إليه طعاما، فقال لها: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: إن الملائكة تصلي على الصائم إذا أكل عنده حتى يفرغوا. ورواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة، وضعفه الألباني ومحققوا المسند، وحسنه المنذري والسيوطي والبغوي.

والله أعلم.