السؤال
ما حكم قراءة: "بسم الله كرير"؟ علما أن كلمة كرير سرياني - حسب كتاب منبع أصول الحكمة للشيخ البوني –ومعناها: إله كل شيء، فهل هذا المعنى صحيح أم لا؟ وهل يجوز قراءة: "بسم الله كرير" بعدد مخصوص لنيل المطلوب؟ أفتوني مأجورين.
ما حكم قراءة: "بسم الله كرير"؟ علما أن كلمة كرير سرياني - حسب كتاب منبع أصول الحكمة للشيخ البوني –ومعناها: إله كل شيء، فهل هذا المعنى صحيح أم لا؟ وهل يجوز قراءة: "بسم الله كرير" بعدد مخصوص لنيل المطلوب؟ أفتوني مأجورين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأسماء الله تعالى توقيفية، فلا يسمى، ولا يوصف إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يتعبد الله بذكره باسم لا يعلم ثبوته، ويدخل في هذا ما ورد في السؤال.
فإن اسم ( كرير) قد اختلقه طائفة من المبتدعة المتهوكين في السحر والشعوذة، وادعوا أنه من أسماء الله الخاصة؛ والتي تستخدم في السحر والشعوذة، جاء في شرح الأسماء البرهتية: فاعلم - أيها الطالب - أن أسماء البرهتية هي القسم المعول عليه من قديم الزمان ... وهي قسم عظيم لا يتخلف عنه ملك، ولا يعصيه جني، ولا عفريت، ولا مارد، ولا شيطان، وكل طالب لم تكن عنده، أو لم يكن له علم بها فعلمه أجذم.
وبالجملة: فهذه الأسماء قسم جليل، عظيم الشأن، كثير البركة، والبرهان يغني عن جميع ما عداه من العزائم والأقسام، ويتصرف في جميع الأعمال، من استنزال أملاك، واستحضار أعوان، وجنب، ودفع، وصرع، وقهر، وإظهار، وغير ذلك من كل ما يريده الإنسان من خير أو شر، ومن تلاه أي وقت، وكان على طهارة كاملة، ثوبا ومكانا، وإطلاق بخور طيب، وإجلاس ناظر حاذق، وإعطائه مرآة صقيلة، أو قارورة مملوءة ماء صافيا، ورقعة نقية البياض يضعها على رأسه، وعينيه تكون قدر ذراع ونصف، وذكر في أوله من شاء من الملوك، أو الخدام، أو الطائفتين معها، فإنهم يحضرون إليه، ويجيبونه عن كل ما يسألهم عنه، فهو رأس علوم الروحانية، وأساسها ... ثم ذكر من هذه الأسماء ( كرير) وذكر من خواصه: أن من واظب على قراءته كل ليلة مائة مرة، فإنه يجتمع بالجن عيانا، وربما يصيرون له خداما، ومن كتبه في ورقة 11 مرة، ووضعه في مال تاجر لا يسرق. اهـ.
ولا يشك عاقل في بطلان هذه الترهات، وأنها من الضلال المبين، فلا يجوز الدعاء بها، والزعم بأن (كرير) من أسماء الله من أعظم الافتراء، والكذب على الله جل وعلا بلا علم.
وقد سبق أن بينا بدعية الأسماء البرهتية، وذلك في الفتوى رقم: 10927.
وكتاب (منبع أصول الحكمة) من الكتب المشتملة على السحر، وغيره من الضلالات، ومؤلفه من المتصوفة المنحرفة، فالمتعين الحذر من الكتاب ومؤلفه.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 122551.
والله أعلم.