السؤال
بسبب الأوضاع الأمنية فقد هاجرت أمي وأختي من البلد الذي تعيشان فيه مع أبي إلى بلد الغربة الذي أعيش فيه، وبقي أبي في بلدنا بسبب عمله، والآن أمي وأختي فرحتان، لأنهما تشعران بأنه قد فك أسرهما من سجن والدي المتشدد جدا، وهما الآن تذهبان إلى الأسواق وتمضيان أوقاتهما على التلفزيون ـ الأمران اللذان كانتا تحرمان منهما عند والدي ـ وأنا أخشى على نفسي من حديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ـ فماذا علي أن أفعل؟ وبماذا تنصحونني؟ ومن هو المسؤول عنهما؟ ومن هو وليهما الآن؟ مع العلم أن أمي قالت لي سوف أغضب عليك إذا أخبرت أباك بهذه الأشياء، وقد نصحتهما كثيرا ولكنهما لا تستجيبان لي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسئول عن أمك وأختك هو أبوك، لكن ذلك لا يعفيك من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي في تغيير المنكر حسب الإمكان، فإن كانت أمك وأختك تفعلان منكرا كالخروج بملابس غير ساترة أو متعطرات، أو كانتا تخالطان الرجال على وجه محرم، أو كانتا تشاهدان أمورا محرمة في التلفاز، فلا يجوز لك السكوت على ذلك، فإن تغيير المنكر واجب على من يقدر عليه، قال النووي ـ رحمه الله ـ في كلامه على حكم تغيير المنكر:.. ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو أولا يتمكن من إزالته إلا هو..
لكن عليك أن تنتبه إلى أن أمر الأم بالمعروف ونهيها عن المنكر ليس كأمر غيرها ونهيه، قال ابن مفلح رحمه الله: قال أحمد في رواية يوسف بن موسى يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه، وليس الأب كالأجنبي.
فداوم نصح أمك وأختك برفق وأدب، وهددهما بإخبار أبيك فإذا لم ترجعا عن المنكر، فأخبر أباك إلا إذا كان في إخباره مفسدة أكبر، وانظر ضوابط تغيير المنكر في الفتوى رقم: 124424.
والله أعلم.