أنواع الرؤيا وما الذي يُعَبَّر منها

0 212

السؤال

أريد أن أسأل عن برامج تفسير الأحلام المنتشرة، والتي يفسرون فيها جميع الأحلام التي يتصل الناس من أجلها.
فهل تفسيراتهم حقيقية؟
أعرف أن الفرق بين الحلم والرؤيا أن الحلم من الشيطان، والرؤيا من الله تعالى، والرؤيا لا يراها إلا المتدينون والصالحون، وتحدث في أوقات مباركة.
أما مفسرو اليوم فلا يفرقون بين حلم ورؤيا، حيث يؤولون كل ما يردهم، ولم أسمع أحدهم يقول عن حلم إنه من أضغاث الأحلام، أو إنه لا تفسير له.
فأرجو أن توضحوا لي هذه المسألة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن موقعنا ليس معنيا بالحكم على الأشخاص، ولا على البرامج، ولا المواقع، ولكن الناس تختلف أحوالهم، فمنهم من يعرف التعبير ومنهم من لا يعرفه. فالأول يجوز أن يعبر الأحلام وأما الثاني فلا.

 فقد قيل لمالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: لا، أبالنبوة يلعب ؟! وقال: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرا أخبر به، وإن رأى غير ذلك فليقل خيرا أو ليصمت.

 ونقل الباجي في المنتقى عن مالك- رحمه الله- أنه سئل عن رجل يعبر الرؤيا لكل أحد.. قال: أبالنبوة يلعب؟ ثم قال: إن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، أفيتلاعب بأمر من أمور النبوة؟.

 وعلى هذا، فلا يجوز لمن لم يعرف تعبير الرؤيا أن يعبرها. ثم إن أحوال ما يراه النائم يختلف باختلاف نوعه، فقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام، فعن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرؤيا ثلاثة: منها أهاويل الشيطان ليحزن به ابن آدم، ومنها ما يهتم به في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة. أخرجه ابن أبي شيبة وابن ماجه وغيرهما، وهو حديث صحيح.

فأما القسم الأول الذي هو أهاويل الشيطان فلا ينبغي تعبيره، بل ولا التحدث به، فعن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وهو يخطب فقال: يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم البارحة كأن عنقي ضربت، فسقط رأسي، فاتبعته فأخذته، ثم أعدته مكانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدثن به الناس. أخرجه مسلم.

وأما القسم الثاني فكذلك؛ لأنه ليس رؤيا، وإنما هو أشياء يهتم بها الإنسان في يقظته، فتبقى في ذاكرته فيراها في النوم.

 وأما القسم الثالث الذي هو جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، فهو الذي ينبغي تعبيره.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة