حكم كتابة الأدعية بالزعفران

0 2191

السؤال

أريد أن أستفسر عن كتابة دعاء بماء وزعفران وتعليقه على شجرة هل هو حرام أو سحر ـ لا سمح الله ـ لأنه مكتوب فيه أن تكون طاهرا وتكتب بماء طاهر وزعفران، ولا أعرف إذا كان في نص الدعاء شرك ـ والعياذ بالله ـ ونص الدعاء هو: بسم الله الرحمن، يد الله قبل يدك، ولله الأمر من قبل ومن بعد، الله السماء سماؤك، والأرض أرضك، والسهل سهلك، والبر برك، والبحر بحرك، والعباد عبادك، وأنت لا إله إلا أنت، أسألك بنورك وجلالك العظيم، وسلطانك أن تجعل البلدان والمدن والقرى ضيقة على فلان ابن فلانة حتى يرجع لمحبة فلانة بنت فلانة، اللهم اجعل عليه الدنيا أضيق من الخاتم على الإصبع، ونفخ في الصور فجمعناهم، اللهم حير فلانا ابن فلانة حتى يرجع لمحبة فلانة بنت فلانة، كما حيرت الجمل في عقله، والطير في وقره، والولد على محبة أمه حتى يرجع إلي وإلى مكانه، ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن... إلى محضرون، ولا تحويه أرض، ولا تحويه دار ولا مكان حتى يرجع إلى فلانة بنت فلان، وإلى مكانها، اللهم كما رددت يوسف إلى يعقوب ورددت موسى على أمه، اللهم يا جامع الناس إلى يوم لا ريب فيه اجمع فلان ابن فلانة بفلانة بنت فلانة، واجمع شملها بشمله إنك على شيء قدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا مانع من أن تكتب الأدعية بزعفران، فقد روي عن بعض أهل العلم فعل ذلك، قال ابن القيم في زاد المعاد: قال الخلال: أنبأنا أبو بكر المروزي، أن أبا عبد الله جاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله، تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين؟ فقال: قل له يجيء بجام واسع، وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد.. اهـ

ولكن ما ذكرت السائلة من وضع الكتاب على شجرة يدل على أن الرجل مشعوذ، وربما يكون يتعامل مع الجن أو ممن يعمل سحر العطف، وقد منع أهل العلم من عمل ما لم يثبت نفعه بدليل شرعي ولا طبي تجريبي، فأي علاقة بين شخصين وشجرة يوضع عليها الكتاب، ثم إن الدعاء المذكور لا يجوز، لما فيه من الدعاء على الرجل بأن يرجع إلى من قد لا تكون عنده رغبة فيها، وأن تضيق الدنيا عليه حتى يعود لها إلى غير ذلك مما جاء فيه مما يعد من الاعتداء في الدعاء، وقد كان الأولى أن تدعو المرأة لنفسها بحصول الزواج بمن يرتضى دينه وخلقه، وأن لا تعلق نفسها بشخص معين، بل تكل الأمر الى الله تعالى ليختار لها من أفاضل عباده الأخيار رجلا تقيا صالحا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة