السؤال
هناك شخص أعرفه حدث معه الآتي: كان في الماضي يشاهد أفلام كرتون، وفي بعض منها صور مثيرة للشهوة، وفي يوم من الأيام وهو يشاهد مشهدا مثيرا للشهوة خرج منه السائل بتدفق، وحينها لم يكن يعلم ما هو المني وما هو المذي؟ فتعامل معه على أنه بول ـ ولله الحمد ـ هذا الشخص قد تاب ويريد أن يعرف هل يأخذ هذا السائل حكم المذي أم المني؟ أم ماذا؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالسائل الذي يخرج بتدفق مع الشهوة هو المني, ومعنى خروجه دفقا أي بشدة, قال في المصباح: دفق الماء دفقا من باب قتل: انصب بشدة. اهـ.
وللمني ثلاث خواص عليها الاعتماد في معرفته, قال النووي في بيانها:
1ـ إحداها: الخروج بشهوة مع الفتور عقيبه.
2ـ والثانية: الرائحة التي تشبه الطلع والعجين، كما سبق.
3ـ الثالثة: الخروج بتزريق ودفق في دفعات.
فكل واحدة من هذه الثلاثة كافية في كونه منيا، ولا يشترط اجتماعها، فإن لم يوجد منها شيء لم يحكم بكونه منيا. اهـ.
وخروجه على تلك الصفة يوجب الغسل, جاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على أن المني إذا نزل على وجه الدفق والشهوة يجب منه الغسل، أما إذا نزل لا على وجه الدفق والشهوة، فلا يجب منه الغسل عند الجمهور، وذهب الشافعية، وهو رواية عن أحمد وقول للمالكية إلى وجوب الغسل بذلك. اهـ.
وإذا تبين له أن ذلك الخارج ليس منيا أو شك في وجود صفات المني فيه، فلا حرج عليه في الاكتفاء بالاستنجاء وعدم اعتباره منيا, وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 202054، حكم من شك في الخارج منه هل هو مذي أم مني وأنه مخير.
والله أعلم.