السؤال
هل يُعتبر خروج المذي علامة على البلوغ؟ كنتُ نائمًا، فرأيت حلمًا جنسيا، وشعرتُ بدقات في الوريد في منطقة العورة، مما أوحى لي بخروج السائل بصعوبة. وعندما رأيته اعتقدت أنه مني، فاغتسلت، لكنني لم أكن متأكدًا. بنسبة كبيرة، كان ذلك مذيًا وليس منيًا، إذ كانت كميته صغيرة، ولم يخرج بتدفق، ولم تكن له رائحة. كما أنني لا أظن أنني شعرتُ بعدها بفتور.
عند الاستنجاء، زال ذلك السائل تمامًا، وكان لونه أبيض، لكنني لا أتذكر إن كان شفافًا أم لا. وبعد غسل ملابسي الداخلية، التي بقيت لمدة ساعة تقريبًا بعد خروج السائل، لم أجد عليها أي أثر له، وأظن أنه لم يصل إليها من قلّته.
وأثناء اغتسالي، اعتقدتُ أنه مني، فتوضأتُ وضوء الصلاة، لكن بدلًا من مسح شعري، قمت بغسله؛ لأنني قرأتُ أن الغسل يشمل الوضوء. فهل هذا مقبول؟ كما أنني صلّيتُ صلاة الظهر دون إعادة الوضوء، فهل أصبحتُ بالغًا ومُكلّفًا؟ وهل صلاتي صحيحة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسواء كان هذا السائل منيّاً، أو مذيًّا، فهو من علامات البلوغ على ما نختاره ونفتي به، فإن خروج المذي من علامات البلوغ كذلك في قول جماعة من أهل العلم.
وعليه؛ فقد ثبت لك البلوغ بخروج هذا السائل منك، لكنه إن كان مذيًّا لم يلزمك إلا الوضوء، وحيث شككت في كونه منيًّا، أو مذيًّا، فإنك تتخير، فتجعل له حكم ما شئت منهما، كما في الفتوى: 64005.
وعليه؛ فإن اخترت جعل السائل الخارج مذيًّا، فيحكم بصحة صلاتك إن كنت قد توضأت وضوءًا صحيحًا، ولم ينتقض وضوؤك قبل الصلاة.
وإن كنت قد اقتصرت على مسح الرأس، فلا يخفى أن الوضوء صحيح، وأمّا إن كنت غسلت شعر رأسك -كما يفهم من قولك-: (وأثناء اغتسالي، اعتقدتُ أنه مني، فتوضأتُ وضوء الصلاة، لكن بدلًا من مسح شعري، قمت بغسله، لأنني قرأتُ أن الغسل يشمل الوضوء)، فلا يبطل الوضوء، وإنما غاية ما فيه أنه يكره لك ذلك، وراجع الفتوى: 470107.
والله أعلم.