السؤال
ما صحة نصرة أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موت عمه أبي طالب، وقبل ذهابه للطائف؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقصة نصرة أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أبي طالب ذكرها أهل السير، وقال عنها عادل معوض في تحقيقه وتعليقه على سبل الهدي والرشاد: والحديث مضطرب، ولم نقف على من صححها. قال العراقي في ألفية السيرة:
وليعلم الطالب أن السيرا تجمع ما صح وما قد أنكرا
وملخص هذه القصة، كما نقل ابن كثير في السيرة عن ابن الجوزي قال: لما توفي أبو طالب، وخديجة، وكان بينهما خمسة أيام، اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتان، ولزم بيته، وأقل الخروج، ونالت منه قريش ما لم تكن تنال، ولا تطمع فيه، فبلغ ذلك أبا لهب، فجاءه، فقال: يا محمد، امض لما أردت، وما كنت صانعا إذ كان أبو طالب حيا فاصنعه، لا واللات، لا يوصل إليك حتى أموت، وسب ابن الغيطلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل إليه أبو لهب، فنال منه، فولى يصيح: يا معشر قريش، صبأ أبو عتبة، فأقبلت قريش حتى وقفوا على أبي لهب، فقال: ما فارقت دين عبد المطلب، ولكني أمنع ابن أخي أن يضام حتى يمضي لما يريد، فقالوا: لقد أحسنت، وأجملت، ووصلت الرحم.
فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أياما يأتي ويذهب، لا يعرض له أحد من قريش، وهابوا أبا لهب، إذ جاء عقبة بن أبي معيط، وأبو جهل إلى أبي لهب، فقالا له: أخبرك ابن أخيك أين مدخل أبيك؟ فقال له أبو لهب: يا محمد، أين مدخل عبد المطلب؟ قال: مع قومه، فخرج إليها، فقال: قد سألته، فقال: مع قومه، فقالا: يزعم أنه في النار، فقال: يا محمد، أيدخل عبد المطلب النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن مات على ما مات عليه عبد المطلب دخل النار، فقال أبو لهب - لعنه الله -: والله لا برحت لك إلا عدوا أبدا، وأنت تزعم أن عبد المطلب في النار، واشتد عند ذلك أبو لهب، وسائر قريش عليه.
والله أعلم.