هل جميع السنن الرواتب تصلى في البيت؟

0 266

السؤال

هل جميع السنن الرواتب تصلى في البيت؟ فصديقي أضفت له معلومة أن السنن الرواتب الأفضل أن تكون في البيت، فقال ليس جميعها في البيت أفضل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي صحيح البخاري من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة.

وفي رواية أبي داود: صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة.

وجمهور أهل العلم على أن الرواتب كلها كغيرها من النوافل في أفضلية فعلها في البيت، وذهب بعض أهل العلم إلى التفريق بين بعض الرواتب وبعض، كمن فرق بين راتبة النهار وراتبة الليل، ففضل كون الأولى في المسجد، وكمن استثنى نافلة يوم الجمعة، قال الحافظ العراقي في طرح التثريب: واتفق العلماء على أفضلية فعل النوافل المطلقة في البيت، واختلفوا في الرواتب، فقال الجمهور: الأفضل فعلها في البيت أيضا وسواء في ذلك راتبة الليل والنهار، قال النووي: ولا خلاف في هذا عندنا، وقال القاضي أبو بكر بن العربي: لم يختلف أحد من أهل العلم في ذلك، وكذا قال ابن عبد البر: إنهم مجمعون على أن صلاة النافلة في البيوت أفضل ـ ولم يقيده بالنافلة المطلقة، ففي نفي الخلاف نظر فقد قال جماعة من السلف: الاختيار فعلها كلها في المسجد، وأشار إليه القاضي أبو الطيب من أصحابنا، وقال مالك والثوري: الأفضل فعل نوافل النهار الراتبة في المسجد وراتبة الليل في البيت ـ قال النووي: ودليل الجمهور صلاته عليه الصلاة والسلام سنة الصبح والجمعة في بيته، وهما صلاتا نهار، مع قوله عليه الصلاة والسلام: أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ـ وقال ابن قدامة في المغني عد أن قرر استحباب فعل السنن في البيت: وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله سئل عن الركعتين بعد الظهر أين تصليان؟ فقال: في المسجد، ثم قال، أما الركعتان قبل الفجر ففي بيته وبعد المغرب في بيته ـ  فكأن التفصيل في ذلك رواية عن أحمد وقد فصل في هذه الرواية بين بعض رواتب النهار وبعضها، وقال ابن عبد البر: اختلفت الآثار وعلماء السلف في صلاة النافلة في المسجد فكرهها قوم لهذا الحديث ورخص فيها آخرون. انتهى.

وقال القسطلاني في شرح صحيح البخاري في شرح الحديث المذكور: يدل لأفضلية النوافل في البيت مطلقا،نعم، تفضل نوافل في المسجد منها: راتبة الجمعة، ونوافل يومها، لفضل التبكير، والتأخير لطلب الساعة، نص على نحوه في الأم وذكره غيره. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة