السؤال
نذرت وأنا في المرحلة الثانوية منذ حوالي 10 سنوات نذرا، وكتبته، وأريد الآن أن أفي به، لكنني عندما قرأت ما كتبت وجدت أن في كلامي تضاربا شديدا لجهل مني، حيث إني قلت مرة: "سأذبح معزة" ومرة: "سأذبح جديا" وطريقة توزيع الذبيحة قلت: "إني سأوزعه على الأهل، والجيران، والأصدقاء"، ومرة: "سوف أعمل ليلة لأهل الله، كالعقيقة"، وعلمت أنه يجب أن أفي النذر بالطريقة التي تلفظت بها بالضبط، لكن - للأسف الشديد - لا أتذكر ماذا كانت نيتي بالضبط؛ لذلك أنا في حيرة من أمري، وأريد أن أفي بنذري بالطريقة الصحيحة حتى يستريح ضميري، وأرضي ربي، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب الوفاء بنذر الطاعة، كما بينا في الفتوى رقم: 169209.
ثم إن عليك أن تذبح جديا؛ لأنك لو كنت نذرت أولا أن تذبح ماعزا، ثم غيرت نذرك إلى جدي، فلك ذلك؛ لأن الناذر يجب عليه الوفاء بنذره على ما نذر، إلا إذا انتقل إلى ما هو خير منه، كما بينا في الفتوى رقم: 139433، ومن المعلوم أن الجدي أطيب لحما، وأغلى ثمنا، كما هو متعارف عليه بين أهل مصر، وإن كنت نذرت أولا أن تذبح جديا، ثم غيرته إلى ماعز، فلا يجوز؛ لأن الماعز دون الجدي، كما تقدم.
ومحل هذا إذا لم يكونا نذرين، فإن غلب على ظنك أن كل نذر منهما مستقل، لزمك الوفاء بهما.
وعليه، فيلزمك ذبح الجدي، وكذلك يلزمك إنضاجه - وهو الذي فهمناه من قولك: أعمل ليلة لأهل الله - لأن الإنضاج أكثر كلفة.
وأما أهل الله، فمحتمل عدة احتمالات منها: أهل القرآن؛ روى أحمد، وابن ماجه عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته صححه الألباني.
وقد تطلق عند كثير من الناس على "فقراء المسلمين" روى أبو يعلى الموصلي، والبيهقي، وغيرهما، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله قال الشيخ حسين سليم أسد: إسناده ضعيف.
وهذا الإطلاق يكاد يكون عرف الناس في مصر، والعرف معتمد في النذر، إن لم يكن لك نية في هذا اللفظ؛ قال الخرشي: وينظر في النذر كاليمين إلى النية، ثم العرف، ثم اللفظ.
وعلى هذا، فإن لم تنو بهذا اللفظ فئة معينة، فعليك أن تطعم فقراء جيرانك، وأهلك، وأصدقائك جديا نضيجا؛ إعمالا للوصفين معا لإمكانه.
والله أعلم.