هل الزيادة في المد من اللحن الجلي؟ وما حكم الاستماع لمن يقرأ القرآن بتلك الكيفية؟

0 302

السؤال

هل الزيادة في المد الطبيعي يدخل في اللحن الجلي؟ وهل الزيادة في المد اللازم مثلا محرمة؟ كأن يمد المرء سبع أو ثماني حركات، وغيرها من المدود، وما حكم السماع إلى قارئ في قراءته بعض الأشياء التي ذكرتها - جزاكم الله خيرا -؟ وأسألكم الدعاء لي بالهداية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لنا ولك الهداية، واعلم أن المد الطبيعي يساوى حركتين، والزيادة على ذلك أو على مد اللازم تعتبر من اللحن الخفي، وهي لا تصل لدرجة التحريم. 

قال ابن قدامة - رحمه الله - في المغني: تكره إمامة اللحان، الذي لا يحيل المعنى، نص عليه أحمد، وتصح صلاته بمن لا يلحن؛ لأنه أتى بفرض القراءة، فإن أحال المعنى في غير الفاتحة، لم يمنع صحة الصلاة، ولا الائتمام به، إلا أن يتعمده، فتبطل صلاتهما. انتهى.

وقال علي القارئ: وينبغي أن تراعى جميع قواعدهم وجوبا فيما يتغير به المبنى، ويفسد به المعنى، واستحبابا فيما يحسن به اللفظ، أو يستحسن به النطق حال الأداء. اهـ

وقال الشيخ العثيمين - رحمه الله -: ولم يذكر المؤلف كراهة إمامة من لا يقرأ بالتجويد؛ لأنه لا تكره القراءة بغير التجويد، والتجويد من باب تحسين الصوت بالقرآن، وليس بواجب، إن قرأ به الإنسان لتحسين صوته، فهذا حسن، وإن لم يقرأ به، فلا حرج عليه، ولم يفته شيء يأثم بتركه، بل إن شيخ الإسلام - رحمه الله - ذم أولئك القوم الذين يعتنون باللفظ، وربما يكررون الكلمة مرتين أو ثلاثا من أجل أن ينطقوا بها على قواعد التجويد، ويغفلون عن المعنى، وتدبر القرآن. انتهى

وقال ابن قدامة - رحمه الله - في المغني: والمستحب أن يأتي بها - القراءة - مرتلة معربة، يقف فيها عند كل آية، ويمكن حروف المد واللين، ما لم يخرجه ذلك إلى التمطيط؛ لقول الله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا. وروي عن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كان يقطع قراءته آية، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. رواه الإمام أحمد في مسنده، وعن أنس قال: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدا، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. أخرجه البخاري. فإن انتهى ذلك إلى التمطيط والتلحين كان مكروها؛ لأنه ربما جعل الحركات حروفا، قال أحمد: يعجبني من قراءة القرآن السهلة. انتهى.

وعليه، فلا حرج في الاستماع لمن يقرأ القرآن بهذه الكيفية، وإن كان الأولى أن تستمع إلى من يتقن القراءة، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد سمعه من ابن مسعود الذي قال في حقه: من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد. رواه أحمد، وابن ماجه، وصححه الألباني. وحين طلب منه أن يقرأ ليستمع إليه قال: أقرأ عليك وعليك أنزل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن أسمعه من غيري، والحديث ثابت في الصحيحين، وفيهما كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى الأشعري: لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة