السؤال
متى تقع أهوال يوم القيامة من زلزلة، وتكوير للشمس، وانكدار للنجوم، وتسجير للبحار، وغيرها ؟ وهل يكون ذلك بين النفختين والناس قد صعقوا، أم بعد نفخة البعث؟ وهل يراها كل الناس؟ وما الترتيب الصحيح لمشاهد يوم القيامة من حين النفخ في الصور إلى حين دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار - جزاكم الله خيرا -؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما قول السائل متى تقع أهوال يوم القيامة، فجوابه أن تحديد اليوم، أو الوقت الذي تقع فيه تلك الأهوال مما استأثر الله تعالى بعلمه؛ فلا يمكن لأحد أن يعلم متى يكون.
وأما ترتيب ما سأل عنه، فأوله النفخ في الصور النفخة الأولى، وهي نفخة الفزع؛ جاء في لوامع الأنوار للسفاريني الحنبلي بتصرف: ونفخة الفزع هي التي يتغير بها هذا العالم، ويفسد نظامه، وهي المشار إليها في قوله تعالى: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق} أي: من رجوع ومرد، .. فيسير الله الجبال، فتمر مر السحاب فتكون سرابا، وترتج الأرض بأهلها رجا فتكون كالسفينة الموقرة في البحر تضربها الأمواج، فتميل الأرض بالناس على ظهرها، فتذهل المراضع، وتضع الحوامل، وتشيب الولدان، وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتي الأقطار فتتلقاها الملائكة، فتضرب وجوهها فترجع، ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضا، وهو الذي يقول الله تعالى: {يوم التناد * يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم} [غافر: 32 - 33] فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الأرض، فانصدعت من قطر إلى قطر، فرأوا أمرا عظيما ثم نظروا إلى السماء، فإذا هي كالمهل، ثم انشقت، فانتثرت نجومها، وانخسفت شمسها وقمرها، وهو عذاب يبعثه الله على شرار خلقه، فيمكثون في ذلك ما شاء الله .. ثم تأتي النفخة الثانية: نفخة الصعق، وفيها هلاك كل شيء إلا من شاء الله - وهم: حملة العرش، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل -.. فإذا ماتوا جميعا ولم يبق إلا الله الواحد القهار طوى السماء والأرض كطي السجل للكتب، وقال:" أنا الجبار، {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] " ثلاث مرات، فلم يجبه أحد، ثم يقول لنفسه: {لله الواحد القهار} [غافر: 16] ويبدل الأرض غير الأرض والسموات، فيبسطها، ويسطحها، ويمدها مد الأديم، لا ترى فيها عوجا، ولا أمتا ... ثم تأتي النفخة الثالثة، وهي : نفخة البعث والنشور، كما قال تعالى {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} [الزمر: 68] ثم يحشر الخلائق جميعا إلى الموقف العظيم، ثم الشفاعة الكبرى، ثم أخذ الكتاب بالأيمان والشمائل، ثم الميزان، ثم الحوض، ثم المرور على الصراط، ثم المرور على قنطرة المظالم، ثم دخول الجنة أو النار. اهـ وانظر الفتويين : 67452، 17787 للمزيد من الفائدة .
والله أعلم.