السؤال
أعاني من خروج غازات بشكل مستمر بدون صوت أو رائحة، وأتوضأ لكل صلاة لكن ذلك سبب لي إحراجا كبيرا مع الناس، فأصبحت أتوضأ مثلا لصلاة المغرب وأصلي المغرب والعشاء، فهل أنا آثمة؟ وهل أعيد الصلوات التي جمعتها؟.
أعاني من خروج غازات بشكل مستمر بدون صوت أو رائحة، وأتوضأ لكل صلاة لكن ذلك سبب لي إحراجا كبيرا مع الناس، فأصبحت أتوضأ مثلا لصلاة المغرب وأصلي المغرب والعشاء، فهل أنا آثمة؟ وهل أعيد الصلوات التي جمعتها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت متيقنة من خروج تلك الغازات ولم يكن ذلك مجرد وهم فالواجب عليك أن تتوضئي لخروجها، وأما إن كان ذلك وهما أو وسواسا فأعرضي عنه ولا تلتفتي إليه، ثم إن كانت تلك الغازات يستمر خروجها طيلة الوقت بحيث لا تجدين وقتا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة، فإنك تتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، ويبطل وضوؤك بخروج الوقت عند الجمهور، خلافا للمالكية.
ولسنا ندري أي حرج تتعرضين له بالوضوء؟ والوضوء عبادة وقربة يتقرب بها العبد إلى ربه، وليس في شرع الله ودينه ما يستحيي العبد من فعله، فإنه تعالى أحق أن يستحيا منه من الناس، فإن كنت تعتقدين أن الوضوء لكل صلاة يلزمك -كما هو ظاهر سؤالك- ثم خالفت ذلك بسبب هذا الإحراج المزعوم وصليت العشاء بوضوء المغرب، فقد أثمت بذلك، فيجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى وتقضي تلك الصلوات، لأنك صليتها بغير طهارة معتبرة شرعا.
وقد اتفق العلماء على أنه لا يجوز للمكلف الإقدام على فعل من غير أن يعلم حكم الله فيه بسؤال أهل العلم، وقال القاضي البيضاوي في الإبهاج: القاعدة المشهورة هي أن المكلف لا يجوز له أن يقدم على فعل حتى يعرف حكم الله فيه، وقد حكى الشافعي في الرسالة الإجماع على هذه القاعدة، وكذلك حكاه الغزالي. انتهى.
فلأن يقدم الشخص على فعل خلاف ما يعتقد وجوبه أشد منعا وأعظم إثما بلا شك، وأما إن كنت استفتيت من أفتاك بالقول الآخر فعملت بتقليد سائغ، فلا قضاء عليك، وقد بينا ما يفعله العامي إذا اختلفت عليه الفتوى في فتوانا رقم: 120640، فلتنظر.
والله أعلم.