السؤال
جزاكم الله خيرا على مجهودكم، وأرجو منكم - جزاكم الله خيرا - أن تجيبوني إجابة شافية. أنا مريضة بالوسواس القهري، وهو منتشر في عائلتنا جدا، وأنا طبيبة، وقد حاولت مقاومة الوسواس بالطرق العلمية، فاستطعت التغلب عليه في أي أمر لا يخص الدين، ولكن فيما يخص ديني لم أستطع تجاهل الأفكار الوسواسية لخوفي من فساد العبادة، وأشد ما يتعبني هو وسواس الوضوء، وأنا فيه مختلفة عن كل الحالات التي قرأتها من قبل، فقد بدأ الأمر معي بالشك في خروج الريح أثناء الوضوء، وتسبب ذلك بطول المدة إلى قيامي بحركة مدافعة الريح بمجرد رغبتي في الوضوء، ولا أستطيع التوقف عن هذه الحركات التي تتسبب في أغلب الأوقات، بل في كلها إلى خروج وتفلت ريح بسيطة جدا، كأنها خيط رفيع طوال محاولتي الوضوء أو الصلاة، وبمجرد الانتهاء من الصلاة تتوقف تماما، وقررت أن أعامل نفسي كمن يعاني من سلس الريح والوضوء مرة واحدة، ولكن لم أنجح في هذا لأني أشعر أني السبب في خروج الريح بمحاولاتي المستمرة لترقب خروجها، ومدافعة نفسي مما يتسبب في خروج أي قدر ضئيل جدا من الهواء في الدبر- أعزكم الله - وتسبب هذا في معاناتي لحوالي 12 سنة، ومعاناة من حولي؛ لأني أتأخر في الوضوء والصلاة كثيرا، ويقف زوجي بجانبي أثناء الوضوء ظنا منه أني أشك في عدد مرات الوضوء، ولم أستطع أن أفهمه وضعي؛ لأنه مصاب بقولون عصبي، ويعاني من انتفاخ مستمر، ولكنه لا يتوضأ إلا مرة واحدة للصلاة، ووالله إني أتعذب كثيرا حيث أقضي وقتا طويلا حتى أدخل في الوضوء بعد التأكد من عدم وجود أي قدر من الحركة في الدبر، ثم أدخل في الوضوء، وأتوقف وأعيد، ومن الممكن بعد النجاح في الوضوء، والسيطرة على الريح وبمجرد وقوفي للصلاة أن تخرج ريح مني من ذلك النوع بسيطة جدا، مثل خيط رفيع، ولكنها تخرج فعلا، وليست تهيؤات، فأذهب لإعادة الوضوء، وهكذا أصل إلى الصلاة متعبة جسديا ونفسيا، ولا أستطيع أن أركز في الصلاة أيضا فيزيد تعبي النفسي، ولا أستطيع أن أعد نفسي مصابة بسلس الريح؛ لأن ما يخرج وإن كان بسيطا فهو بسببي، ولكن في نفس الوقت أنا لا أستطيع منع نفسي من مدافعة الريح هذا، فقد أصبح لاإراديا، وأعلم يقينا أني إن تجاهلتها لفترة معينة فسأشفى منها، ولكني لا أتحمل تجاهل خروج ريح مني بسببي؛ وإنما أظل أتوضأ وأعيد الوضوء لفترات طويلة حتى أنجح في إنهاء وضوء كامل دون هذه الريح، وأنا أحيانا بعد أن أصل إلى غسل قدمي أجد عليها زيتا أو مادة دهنية، فأغسلها بالصابون، وأعيد الوضوء، وأتمنى أن أعلم هل استخدام الصابون في حالة كهذه، وبعد أن وصلت إلى غسل قدمي بعد معاناة، يمكنني أن أكمل الوضوء؟ أم أن استخدام الصابون يقطع الوضوء؟ أرجو منكم أن تجيبوني إجابة خاصة، ولا تحيلوني إلى أسئلة أخرى، فما أعانيه سبب لي عذابا لا يعلمه إلا الله، وحتى إن خفت معاناتي في الوضوء لكل صلاة بالوضوء مرة واحدة عند كل صلاة، فهذا سيكون إنجازا رهيبا وتوفير لوقت وماء، فكيف أتعامل مع حالتي رغم علمي أني لست مصابة بسلس الريح؟ خاصة أن ما يتعبني هو الغازات الضعيفة التي لا أستطيع السيطرة عليها، ولكني عندما أصاب بانتفاخ وغازات شديدة تكون معاناتي أقل، وأستطيع الوضوء أسرع، وأتحكم أكثر في خروج الريح.