السؤال
لدي قريب يعمل في مستشفى الملك فهد بجدة، ويأتي لنا ببعض الأدوية من مخازن المستشفى؛ لأن أمي مريضة بالضغط، ونحن لا نعلم إن كان يأخذها بإذن أو لا، فهي ملك لوزارة الصحة، فهل يجوز لأمي استخدام هذه الحبوب الدوائية؟ وهل عليها شيء في ما تناولته منها؟ وإن كان هناك بأس فكيف تكون توبتها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دامت أمك لا تعلم، أولا يغلب على ظنها بالقرائن المعتبرة، اعتداء قريبك على ذلك الدواء، فلا حرج عليها في قبوله، والانتفاع به.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: والأصل فيما بيد المسلم أن يكون ملكا له، إن ادعى أنه ملكه، فإذا لم أعلم حال ذلك المال الذي بيده، بنيت الأمر على الأصل، ثم إن كان ذلك الدرهم في نفس الأمر قد غصبه هو ولم أعلم أنا، كنت جاهلا بذلك، والمجهول كالمعدوم، لكن إن كان ذلك الرجل معروفا بأن في ماله حراما، ترك معاملته ورعا، وإن كان أكثر ماله حراما، ففيه نزاع بين العلماء، وأما المسلم المستور فلا شبهة في معاملته أصلا، ومن ترك معاملته ورعا كان قد ابتدع في الدين بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. اهـ بتصرف يسير من مجموع الفتاوى.
والله أعلم.