هل من علامات العين الخمول والكسل، والابتعاد عن الأهل؟

0 327

السؤال

كنت أعمل في شركة قبل ثلاث سنوات، وكان العمل متعبا وشاقا، وكنت أردد: "اللهم أخرجني منها فإن عدت فإني من الظالمين" والآن بعد ثلاث سنوات حصلت على شهادة من معهد، ودرست اللغة، وقدمت في أكثر من شركة فلم أجد عملا، فأشار إلي أحد الزملاء بالتقديم في الشركة القديمة، وسؤالي هو: هل تجوز لي العودة إلى العمل في الشركة القديمة مع أنني كنت أقول: "اللهم أخرجني منها فإن عدت فإني من الظالمين"؟
السؤال الثاني: منذ حوالي شهرين أصبحت أحس بخمول وكسل، ولا أحب الجلوس مع أهلي في البيت، ولا أتكلم معهم كثيرا، ولا أحب أن أتكلم مع أي أحد بشكل عام، وأعتقد أن الجميع ضدي، وكلهم على خطأ، فهل هذه من علامات العين أو الحسد؟ وما هي نصيحتكم - جزاكم الله خيرا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه تجوز لك العودة للعمل الأول إن كان مباحا في الأصل، ولا تلزمك فيه كفارة، ولا غيرها.

وهذا الكلام الذي ذكرت لا يمنع العودة؛ لأنه ليس يمينا، ولا قربة فيه، ويمكن أن ترجع للعمل وتبحث بعد ذلك عن عمل آخر، فإن وجدت ما هو أحسن منه تحولت إليه .

وأما الخمول والكسل: فمن أحسن العلاج لهما الدعاء، والاستعانة بالله تعالى، ومن الأدعية المأثورة في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ما أصاب أحدا هم، ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وحزنه، وأبدله مكانه فرحا، فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد، وصححه الألباني.

وفي صحيح البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر القول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن.

وعن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى، يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي، وقضى ديني. رواه أبو داود.

وأما عن العين: فليس عندنا ما يجزم به في شأنها، ولكنه لا حرج عليك في عمل الرقية الشرعية، حتى ولو لم تكن مصابا.

ومن الرقية الشرعية قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة من قوله: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين {البقرة:285-286}، وقوله تعالى: وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون {القلم:51}، والإخلاص، والمعوذتين، وبعض الأدعية النبوية، كقوله صلى الله عليه وسلم: أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة ـ بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، وعين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك.

 فيمكن أن تقرأها على نفسك، وتقرأ على ماء، وتغتسل به، وتشرب منه، وراجع الفتوى رقم: 80694.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة