السؤال
يقال إن من حمد الله مائة مرة كان كأجر مائة فرس ملجمة. ما معنى هذا؟ وهل من حمد الله خمسين كان له كأجر خمسين؟ أم أن هذا مقيد فقط بالعدد مائة؟
يقال إن من حمد الله مائة مرة كان كأجر مائة فرس ملجمة. ما معنى هذا؟ وهل من حمد الله خمسين كان له كأجر خمسين؟ أم أن هذا مقيد فقط بالعدد مائة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: مر بي ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله؛ إني قد كبرت وضعفت، أو كما قالت، فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة، قال: سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة، فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة، تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة، فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهللي الله مائة تهليلة، قال ابن خلف: أحسبه قال، تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد مثل عملك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به. وقد حسنه المنذري والهيثمي والألباني. وراجع الفتوى رقم: 135027.
ومعنى: (واحمدي الله مائة تحميدة، فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة، تحملين عليها في سبيل الله): أي: من حمد الله مائة مرة، فإن له من الأجر مثل أجر من جهز مائة فرس عليها سرجها ولجامها لحمل المجاهدين في سبيل الله.
وأما من حمد الله خمسين مرة هل يكون له من الأجر مثل من جهز خمسين فرسا؟ فنقول: لم نقف على من ذكر ذلك من أهل العلم، فنبقى على القاعدة العامة في أن مقدار الثواب لا مجال لمعرفته عن طريق الاجتهاد. قال أبو الحسن عبيد الله المباركفوري في (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح): لا مجال للاجتهاد في بيان ثواب الأعمال، ومقداره، وكيفيته. انتهى.
ولكن لا يخفى أن من عمل صالحا فسيجزى عليه خيرا؛ لقوله تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {النحل:97}.
والله أعلم.