السؤال
هل يجب علي كلما رأيت علما ينتفع به، أو حديثا أن أرسله إلى الناس، وإن لم أرسله، أو أعلمه للناس، فهل أدخل في حديث: "من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" علما بأن الذي أراه كثير، ولا أستطيع أن أرسله كله؟ أرجو الإجابة الواضحة، وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجب عليك إرسال كل حديث، أو علم تعلمينه إلى الناس.
وأما ما روى ابن ماجه، والترمذي، وحسنه، أبو داود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة. وله روايات أخرى بألفاظ متقاربة، فالمقصود به بينه شراح الحديث.
ففي عون المعبود: وهو علم يحتاج إليه السائل في أمر دينه. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية: ويلزم تعليم العلم اللازم تعليمه، كاستعلام كافر يريد الاستعلام عن الإسلام، أو استعلام حديث عهد بالإسلام عن صلاة حضر وقتها، وكالمستفتي في الحلال والحرام، فإنه يلزم في هذه الأمور الإجابة، ومن امتنع كان آثما، وليس كذلك الأمر في نوافل العلم التي لا ضرورة بالناس إلى معرفتها. انتهى.
وقال الإمام الخطابي عند شرح الحديث المتقدم: وهذا في العلم الذي يتعين عليه فرضه، كمن رأى كافرا يريد الإسلام، يقول علموني الإسلام، وما الدين؟ وكيف أصلي؟ وكمن جاء مستفتيا في حلال، أو حرام فإنه يلزم في مثل هذا أن لا يمنعوا الجواب عما سئلوا عنه، ويترتب عليه الوعيد والعقوبة، وليس الأمر كذلك في نوافل العلم التي لا ضرورة بالناس إلى معرفتها. انتهى.
وانظري الفتوى رقم: 23438 للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.