لا تعارض بين التعلم وإخلاص النية

0 214

السؤال

أنا قاعدة في البيت بعد انتهائي من الدراسة وأحببت أن التحق بسلسلة حفظ القرآن وفي نفس الوقت أريد الاستفادة في أمور ديني كيف أخلص النية حتى تكون خالصة لوجه الله عز وجل؟أفيدوني أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن إخلاص النية في الأعمال هو الركيزة الأولى التي يقوم على أساسها، ويقبل بها العمل.
أما الثانية فهي صلاح العمل، وصلاح العمل هو موافقته لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإلى هذا المعنى تشير الآية الكريمة (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) [الكهف:110].
كما في آيات أخرى كثيرة من كتاب الله عز وجل منها قول الله عز وجل: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) [الملك:2].
قال أحد علماء السلف: أصوبه وأخلصه، قيل: وما أصوبه وأخلصه؟ قال: أصوبه ما وافق السنة، وأخلصه ما ابتغي به وجه الله تعالى.
ومن أهم ما يعين على الإخلاص اعتقاد المرء الجازم بأن الناس كلهم لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وإن اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.
فبهذا لا يعمل شيئا من أجلهم، ولا يترك شيئا من أجلهم، وإنما يعمل أو يترك لله وحده لا شريك له.
ثم إذا حصل الإخلاص فلا مانع أن يدرس المسلم أو يعلم أو يستفيد من خبرته وعلمه في الجانب الدنيوي المشروع.
فقد كان الصحابة يتحرجون من العمل في مواسم الحج، فأنزل الله عز وجل: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) [البقرة:198].
وعلى هذا، فعلى المسلم أن يحرص على إخلاص النية أولا، ولا حرج بعد ذلك في الابتغاء من فضل الله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة