السؤال
هل هناك تعارض - ليس تعارضا، وإنما إشكال عندي - بين حديث عمر: ((فمرت به جنازة، فأثني على صاحبها خيرا. فقال: وجبت، وجبت. ثم مر بأخرى، فأثني عليها شرا. فقال عمر: وجبت. فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما مسلم شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة، قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. قال: فقلنا: واثنان؟ قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد. وحديث أبي هريرة: ((إن الله تعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى، يا رب. قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله له: بل أردت أن يقال: فلان قارئ، فقد قيل ذلك. ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى، يا رب. قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم، وأتصدق، فيقول الله له: كذبت. وتقول الملائكة له: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: فلان جواد، وقد قيل ذلك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: فلان جرئ، فقد قيل ذلك. ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال: يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)).
فالحديث الأول يدل على أن من شهد له بالخير اثنان يدخل الجنة، والحديث الثاني يدل على أن أول من تسعر بهم النار قد قيل عنهم الخير, فكيف الجمع - جزاكم الله خيرا -؟