السؤال
هل ورد حديث في هذه الأسئلة: سئل الإمام هل صليت بنفسك أو بالناس، فنحن اقتدينا بك، وأنت فبمن اقتديت؟ صلاتنا صحت بك وصلاتك بمن تصح؟ اتخذناك إماما وأنت من اتخذت إمامك؟
هل ورد حديث في هذه الأسئلة: سئل الإمام هل صليت بنفسك أو بالناس، فنحن اقتدينا بك، وأنت فبمن اقتديت؟ صلاتنا صحت بك وصلاتك بمن تصح؟ اتخذناك إماما وأنت من اتخذت إمامك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نعلم حديثا نبويا فيما ذكر بالطريقة المذكورة في السؤال، ولكن المعلوم في الشرع أن الإمام يصلي بالناس إماما بهم، ويقتدي به المأمومون، ويتخذونه إماما، ولا يقتدي هو بأحد، ولا يتخذ إماما في الغالب، وقد يوجد في بعض الأحيان إمام يقتدي به الناس وهو يقتدي بإمام آخر، كما قال الصنعاني في شرحه لحديث الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم كان إماما فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا، وأبو بكر يصلي قائما، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر. متفق عليه.
قال: فيه دلالة على أنه يجوز وقوف الواحد عن يمين الإمام، وإن حضر معه غيره... وقولها: يقتدي أبو بكر ـ يحتمل أن يكون ذلك الاقتداء على جهة الائتمام، فيكون أبو بكر إماما ومأموما، ويحتمل أن يكون أبو بكر إنما كان مبلغا وليس بإمام، واعلم أنه قد وقع الاختلاف في حديث عائشة، وفي غيره، هل كان النبي صلى الله عليه وسلم إماما أو مأموما, ووردت الروايات بما يفيد هذا، وما يفيد هذا، لكنا قدمنا ظهور أنه صلى الله عليه وسلم كان الإمام، فمن العلماء من ذهب إلى الترجيح بين الروايات، فرجح أنه صلى الله عليه وسلم كان الإمام لوجوه من الترجيح مستوفاة في فتح الباري, وفي الشرح بعض من ذلك... وقد استدل بحديث عائشة هذا وقولها: يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر ـ أن أبا بكر كان مأموما إماما, وقد بوب البخاري على هذا، فقال: باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم. اهـ.
والله أعلم.