السؤال
إذا أردت تقسيم القرآن لتفسيره. فكيف فهناك مثلا آيات الأحكام، وقصص الأنبياء وماذا أيضا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتفسير القرآن العظيم، علم شريف، له أصوله، وقواعده، ولا يجوز أن يخوض فيه إلا من تحققت فيه الشروط المطلوبة في المفسر، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 9387.
أما تقسيم موضوعات القرآن الكريم إلى أنواع، فقد اختلفت عبارات العلماء في حصر هذه الأنواع، فمنهم من جعلها ثلاثة.
قال ابن العربي –رحمه الله-: والذي أختاره من هذا التقسيم في طريق البيان، وعليه كنت أعول في طريق الإيراد قديما، أن علومه على ثلاثة أقسام: توحيد، وتذكير، وأحكام.
فقسم التوحيد فيه تدخل معرفة المخلوقات بحقائقها، ومعرفة الخالق بأسمائه، وصفاته، وأفعاله.
ويدخل في علم التذكير: الوعد والوعيد، والجنة والنار، والحشر، وتصفية الباطن والظاهر عن أخلاط المعاصي.
ويدخل في الأحكام: التكليف كله من العمل في قسم النافع منه والضار، وحظ الأمر والنهي والندب. قانون التأويل.
ومنهم من جعلها ستة أقسام، كأبي حامد الغزالي -رحمه الله- حيث قال في كتابه: جواهر القرآن: الفصل الثاني: في حصر مقاصد القرآن ونفائسه: سر القرآن، ولبابه الأصفى، ومقصده الأقصى، دعوة العباد إلى الجبار الأعلى، رب الآخرة والأولى، خالق السماوات العلى، والأرضين السلفى، وما بينهما، وما تحت الثرى، فلذلك انحصرت سور القرآن وآياته في ستة أنواع: - ثلاثة منها: هي السوابق والأصول المهمة. - وثلاثة: هي الروادف والتوابع المغنية المتمة.
أما الثلاثة المهمة فهي:
(1) تعريف المدعو إليه.
(2) وتعريف الصراط المستقيم الذي تجب ملازمته في السلوك إليه.
(3) وتعريف الحال عند الوصول إليه.
وأما الثلاثة المغنية المتمة: - فأحدها: تعريف أحوال المجيبين للدعوة، ولطائف صنع الله فيهم؛ وسره ومقصوده التشويق والترغيب، وتعريف أحوال الناكبين، والناكلين عن الإجابة، وكيفية قمع الله لهم وتنكيله لهم؛ وسره ومقصوده الاعتبار والترهيب.
وثانيها: حكاية أحوال الجاحدين، وكشف فضائحهم، وجهلهم بالمجادلة، والمحاجة على الحق، وسره ومقصوده في جنب الباطل الإفضاح والتنفير، وفي جنب الحق الإيضاح والتثبيت والتقهير.
وثالثها: تعريف عمارة منازل الطريق، وكيفية أخذ الزاد والأهبة والاستعداد.
فهذه ستة أقسام. اهـ.
والله أعلم.