السؤال
رجل ملتزم بالسنة الظاهرة من إعفاء اللحية، ولبس الثوب الأبيض، والعمامة، ولكنه يجاهد نفسه على تحسين أخلاقه، ويخفق في بعض المواقف في الصبر على الناس، ويسيء الخلق معهم، فيعطيهم انطباعا سيئا عن الإسلام، وعن أهل السنة، والدعاة إليها، فيكرههم فيها. فهل الأفضل في حقه أن يترك السنة الظاهرة، ويخفف لحيته، أم يستمر في مجاهدة نفسه، ولا إثم عليه فيما يتسبب به من الفتن؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن إطلاق اللحية، وإظهار السنة في الهيئة، مع سوء خلق صاحبها، وغلظ طبعه مع الناس، يترك انطباعا سيئا في نفوسهم، وقد يصد بعضهم عن الخير بهذا السلوك! ولكن علاج ذلك يكون بمجاهدة المرء نفسه، وتحسين خلقه، وتعديل سلوكه، ولا يكون بتخفيف لحيته! فإن الخير لا يترك للشر، بل العكس هو المسلك الرشيد. فاستعن بالله تعالى ولا تعجز، والجأ إلى الله تعالى، وأكثر من هذا الدعاء النبوي: اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك. رواه مسلم. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 81065.
وهناك رسالة لطيفة للشيخ ابن عثيمين يمكنك الاستفادة منها، وهي رسالة: (مكارم الأخلاق). ولمزيد الفائدة يمكنك الاستعانة بكتاب: (الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها) للدكتور عبد الله الرحيلي. وكتاب: (الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق الحميدة) للدكتور محمد الحمد. وكلها متوفر على موقع المكتبة الشاملة.
والله أعلم.