السؤال
أشعر بحقد، وغل على أخي الذي لا يفعل أي شيء في حياته، سوى ذهابه إلى عمله، ثم عودته إلى البيت، ثم إزعاجنا بعدم وجود كذا وكذا. وأكله المستمر من كل شيء بشكل مستفز، والصوت العالي دائما منه إذا حدث نقص في الطعام، أو أي شيء آخر، وإذا ضاع منه شيء يجهر بصوته. ويتحدث أحيانا في مواضيع سخيفة، وآراؤه لحلول المشكلات، والأقوال السخيفة التي لا تضيف إلى المشكلة إلا مشكلة.
فما علاج ما أجده من هذا الغل وهل أنا آثم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التدابر، والتباغض، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. صحيح مسلم.
فإذا كان الحقد أو الغل منهيا عنه بين عموم المسلمين، فأحرى أن يكون منهيا عنه بين الإخوة من النسب، ولا سيما إذا كان باعثه مجرد اختلاف الطباع، والآراء، والعادات.
وعليه، فهذا الغل الذي تجده على أخيك مذموم شرعا.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: يختلف حكم الحقد بحسب باعثه، فإن كان لحسد وضغن دون حق، فهو مذموم شرعا؛ لأنه يثير العداوة، والبغضاء، والإضرار بالناس لغير ما ذنب جنوه. اهـ.
والذي ينبغي عليك أن تستعيذ بالله من نزغات الشيطان، وتحسن صحبة أخيك، ومما يعينك على التخلص من هذا الغل، أن تسلم على أخيك عند لقائه، وتصافحه، وتهدي له هدية ولو شيئا يسيرا، وتأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وتنصح له برفق وحكمة مبتغيا بذلك وجه الله لا غير، ولا تستسلم لما يلقيه الشيطان في قلبك نحوه. وكلما وسوس لك الشيطان بسوء نحوه، فقابل ذلك بالدعاء له بخير، فإن ذلك بإذن الله يرد كيد الشيطان، كما ننصحك بمبادرته بالكلام الطيب ولو كان ذلك تكلفا.
قال الغزالي: بل المجاملة تكلفا كانت، أو طبعا تكسر سورة العداوة من الجانبين وتقلل مرغوبها، وتعود القلوب التآلف والتحاب، وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد وغم التباغض. إحياء علوم الدين.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 14710
والله أعلم.