السؤال
نحن مسلمون مقيمون في بلاد الغرب، وزوجتي من أهل هذه البلاد، ومن ثم فإن جميع أفراد أسرتها كفار، لكنها مع ذلك تصلهم، وتحسن إليهم، وترد السيئة بالحسنة؛ امتثالا لأمر الله، وقد تحسنت العلاقات كثيرا؛ نظرا لهذه المعاملة الإسلامية، إلا أمها، فإنها تبغض الإسلام والمسلمين أشد ما يبغض الكافر المسلم، مع أنها قرأت القرآن، وسمعت من بنتها عن الإسلام، وقرأت عنه، ورأت من بنتها المعاملة الحسنة، ومع ذلك فهي ثابتة على بغضها، وعدائها للإسلام وأهله، وزوجتي صابرة عليها، وقبل أسابيع قليلة اقتحمت قوات الشرطة مساجدنا على أذان الجمعة، ومنعتنا من إقامة خطبة وصلاة الجمعة، وحبست المسلمين في المساجد لمدة خمس ساعات يفتشونهم واحدا واحدا، ثم فتشوا المساجد، وأخذوا منها كتبا وأوراقا وأموالا هي ملك للمسلمين، وكانت هذه الحادثة إهانة عظيمة للمسلمين، فلما سمعت أم زوجتي بهذا الخبر فرحت فرحا شديدا، وأخذت تتصل هاتفيا بكل من تعرف وتبشرهم بأن المسلمين قد أهينوا، واتصلت بزوجتي تشمت بها، وسؤالي لحضراتكم: ألا ينبغي لنا بعد هذا كله أن نتبرأ منها، ونقطع العلاقة معها؟ فإني لا أرضى بعد هذا أن تدخل بيتي، فهل من حقي أن أمنعها، ومن ثم فلا أمكنها من رؤية بنتها وحفيداتها؟ ثم إن لي أربع بنات، ونحن نربيهن على العفة وما يرضي الله ـ إن شاء الله ـ وهذا يغيظ أم زوجتي كثيرا، فهي حريصة على إضلالهن بطرق غير مباشرة، فتأتي لهن بالهدايا الكثيرة لتكسب قلوبهن، ثم قد تدس أثناء كلامها معهن شيئا من أفكارها، فما رأيكم في ذلك -جزاكم الله خيرا-؟