السؤال
هل كانت العزى التي هدمها خالد بن الوليد حجرا مصورا؟ أم امرأة؟ أم امرأة داخل حجر؟ أفيدونا -جزاكم الله خيرا-.
هل كانت العزى التي هدمها خالد بن الوليد حجرا مصورا؟ أم امرأة؟ أم امرأة داخل حجر؟ أفيدونا -جزاكم الله خيرا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العزى صنم هدمه خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ سيف الله تعالى، وفارس الإسلام، وقد ذكر قصته ابن حجر في الإصابة، وابن كثير في البداية والنهاية، وابن القيم في زاد المعاد، وقد ذكر أصحاب السير أن العزى كانت تسكنها جنية، قال ابن كثير في البداية والنهاية في قصة هدمها: وقد روى الواقدي، وغيره أنه لما قدمها خالد لخمس بقين من رمضان فهدمها، ورجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما رأيت؟ قال: لم أر شيئا، فأمره بالرجوع، فلما رجع خرجت إليه من ذلك البيت امرأة سوداء ناشرة شعرها تولول، فعلاها بالسيف، وجعل يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك. اهـ.
وجاء في السيرة الحلبية: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي حين فتح مكة خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه إلى العزى، وهو صنم كان لقريش، وكان معظما جدا، وفي لفظ: العزى نخلات، أي سمرات مجتمعة؛ لأنه كان يهدى إليها كما يهدى إلى الكعبة؛ لأن عمرو بن لحي أخبرهم أن الرب يشتي بالطائف عند اللات، ويصيف عند العزى، فلما وصل إلى محلها، أي وكان بناء على ثلاث سمرات، فقطع السمرات، وهدم ذلك البناء، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال له: هل رأيت شيئا؟ قال: لا، قال: فارجع إليها، فرجع خالد وهو متغيظ، فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس: أي شعر رأسها منتشر تحثو التراب على رأسها، فجعل السادن يصيح بها: أي يقول: يا عزى عوريه، يا عزى خبليه، فضربها خالد فقطعها نصفين: أي وهو يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك ـ ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم تلك العزى. اهـ.
والله أعلم.