السؤال
ماذا يقول السادة العلماء في رجل أنعم الله عليه بأن هداه أن يراجع نفسه ويتوب، فشرع -بحمد الله ومنته- في المواظبة على الصلوات، والتردد على المساجد، وعكف على كتاب مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية يطالعه وينظر فيه، ونظرا لعدم معرفته بالعربية والعلوم الشرعية كان بين الحين والآخر يقع في إشكالات تؤدي بدورها إلى الجدال، فنصحه بعض إخوانه أن يترك كتب ابن تيمية في هذه المرحلة، لا زهدا فيها، ولكن ليشتغل بما هو أولى وأصلح له، كأن يحرص على مراعاة سلم التدرج، ويبدأ في كل علم بأولوياته، ويلتزم أحد المذاهب الفقهية في الابتداء؛ حتى لا يقع في المحظور؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لهذا الرجل بنعمة الهدية، ونسأل الله سبحانه أن يثبتنا وإياه على الحق، وأن يزيدنا إيمانا وهدى، ولا شك أن لطلب العلم أصولا وآدابا وأدوات، من لم يراعها ويأخذ بها، فإنه سيصاب بالشطط، والغلط في الفهم، وقد ذكرنا برامج لطلب العلم في الفتاوى التالية أرقامها: 57232، 243814، 21753، 120927، وإحالاتها.
كما ذكرنا بعض الكتب النافعة لطالب العلم، وخصوصا عند بداية طلبه، في الفتاوى التالية أرقامها: 2410، 22007، 27788، 23381.
كما يمكن التواصل مع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وهي من المواقع الطيبة الموثوق بها التي تقدم العلوم الشرعية بشكل منهجي ومتدرج، ومن ميزاتها أن دروسها تبث فضائيا عن طريق قناة المجد العلمية، وغيرها، ويمكن التواصل معها عن طريق موقعهم على الإنترنت.
وبخصوص فتاوى شيخ الإسلام: فهي موسوعة جليلة ونفيسة، كما أن مؤلفها ـ رحمه الله ـ كان من أعلام العلماء وأئمة الهدى، إلا أنا ننصح طالب العلم بأن تكون قراءته في مجموع الفتاوى، وغيره من الكتب الموسعة بعد دراسة الكتب المختصرة والمبسطة في أسس العلوم، والتدرج فيها حتى تعظم استفادته من الكتب الكبيرة بعد ذلك، وانظر الفتوى رقم: 31659.
وراجع بخصوص التمذهب الفتوى رقم: 169151.
والله أعلم.