السؤال
قرأت أن شيخ الإسلام كتب للمرأة المستحاضة في ورقة: "وقيل يا أرض ابلعي ماءك.."
سؤالي ليس عن كتابة الرقية على ورقة، فقد أجبتم على ذلك قبل ذلك جزاكم الله خيرا.
سؤالي عن: هل يجوز اختيار آيات من عند نفسي، من القرآن لهذا المرض مثلا أقول عند الصداع: لكل نبأ مستقر، وأقول عند المريض الذي لا يستطيع النوم من الألم: ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا....، إذ يغشيكم النعاس أمنة منه. وهكذا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن القرآن الكريم تشرع الرقية به، وسؤال الله به، كما في الحديث: اقرؤوا القرآن، وسلوا الله به. رواه أحمد وصححه الألباني.
فالقرآن فيه علاج، وشفاء للأمراض التي تصيب الناس، كما قال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين {الإسراء:82}.
وقد قال الله تعالى: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين {يونس:57}.
وقال تعالى: قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى {فصلت: 44}.
وفي صحيح ابن حبان عن عائشة ـ رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها، أو ترقيها، فقال: عالجيها بكتاب الله. والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية، والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل، ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق، وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبدا، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها؟!! فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه، قال تعالى: أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون {العنكبوت:51} فمن لم يشفه القرآن، فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن، فلا كفاه الله. انتهى.
وبناء عليه، يعلم أنه لا حرج في قراءة آية، أو آيات لعلاج مرض معين، فقد أثر عن السلف فعل ذلك، ولكن الأولى أن لا تقتصر على شيء معين، بل تحرص على المواظبة على تلاوة القرآن دائما، وتدعو الله تعالى بما تشاء بعد التلاوة لأي شيء من القرآن.
والله أعلم.