السؤال
أخبرني زوجي أنه زنا، وطلب مني أن أسامحه، وسامحته وقال لي إنه يتحدث مع فتيات على النت، وأراني صورة واحدة منهن، كانت الصورة لنصف جسمها عار مغطى بشعر رأسها، وأخبرني أنه إذا أريده، أنه مل من حياتنا، ويريد أن يعيش حياته بحرية، ويريدني أن أكون في كل شيء معه، فأصبحت أشاهد الأفلام الجنسية معه، ونقرأ قصصا جنسية، ونتخيل أني أنا أزني مع رجل آخر، والحين صار الخيال يكبر، ويريد زوجي أن يحققه، ويريد كل شيء برضاي، وأنا طوال الثلاث سنوات الماضية كنت معه وأسايره، وأقول لنفسي كله خيال، وأستمر معه بالخيال أفضل من أن أمتنع، ويروح يزني ويكلم بنات مرة اخرى، ولكن لا أريد أن أزني وأخبرته بذلك مليون مرة، وصار يمل من رفضي، ولا أعلم ماذا أفعل.
علما بأننا متزوجان من تسع سنين، ومن ثلاث سنين أنا أسايره، وعندي ابنتان، وزوجي إنسان متعلم، ويعرف ربه، ومحافظ على الصلاة، ويحفظ القرآن دائما، ويعرف أن ما يفعله حرام، فلا مجال للنصيحة؛ لأنه يعلم بالدين، وهو إنسان ملتزم، ومعروف عند كل الناس أنه إنسان ملتزم من البداية. ماذا أفعل معه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما ذكرت عن زوجك واقعا فإنه قد أساء من عدة أوجه:
الأول : أنه قد أقدم على الوقوع في الزنا ، وهو كبيرة من كبائر الذنوب ، ومن أسباب سخط الله عز وجل. ورد بشأنه الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة كما سبق إيضاحه في الفتوى رقم: 1602. فالواجب عليه التوبة النصوح. وشروط التوبة قد ضمناها الفتوى رقم: 5450.
الثاني : إخباره إياك بما فعل من معصية ، وقد كان الواجب عليه - مع التوبة - أن يستر على نفسه . وراجعي الفتوى رقم: 60751. فهذا ذنب آخر يستوجب التوبة.
الثالث : حديثه مع فتيات على النت ، ومشاهدة الأفلام الجنسية ، ودعوته لك إلى الزنا .فكل هذه من المنكرات.
وتخيل المرأة أنها تزني برجل أجنبي لا يجوز، ولو كان ذلك عند معاشرة زوجها لها ، فإن هذا ذريعة إلى الفساد. وما ذكرت هنا من كون هذا الخيال بدأ يكبر خير دليل على ذلك. وإذا كان زوجك يدعوك إلى تحقيق أمر الزنا مع رجل أجنبي فهذه دياثة منه ، فلا يجوز لك طاعته في ذلك ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وراجعي الفتوى رقم: 121525 والفتوى رقم: 179493 والفتوى رقم: 229480.
فاعملي على بذل النصيحة لزوجك في ضوء ما ذكرنا ، فإن تاب إلى الله وأناب فبها ونعمت ، وإلا ففارقيه ولو في مقابل عوض ، فلا خير لك في معاشرة فاجر مثله. والعلم الذي لا يبعث على الخشية من الله علم لا ينفع. وكونه يعرف أن ما يفعله حرام ليس بمانع شرعا من بذل النصيحة له. وراجعي الفتوى رقم: 242068.
والله أعلم.