ضوابط لمعرفة أولياء الله من غيرهم

0 447

السؤال

هناك شخص يدعي اأنه ولي لله بحيث أنه وريث للرسول في الوقت الحالي وعلى اتصال بالملائكة وصاحب قدرات خارقة من عند الله فهل هذا صحيح وما هو الصواب ومن هم أولياء الله الصالحون في هذا الوقت؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أولياء الله تعالى هم المذكورون في الآية الكريمة، قال الله تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون [يونس:62-63].
وتقوى الله تعالى: امتثال أوامره في السر والعلانية واجتناب نواهيه في السر والعلانية.
وخوارق العادة والإلهام ليست هي الضابط لمعرفة الفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان.
ولكن الضابط لمعرفة الفرق بينهما هو الاستقامة على شرع الله تعالى في الاعتقاد والعبادة والمعاملات والسلوك، فمن استقام على ذلك واتقى الله تعالى في السر والعلانية، فهو ولي لله تعالى، وأعظم كرامة يكرمه الله تعالى بها هي الاستقامة، وإذا حصل له شيء من الإلهامات والمكاشفات الإلهية فلا يعني هذا أنه أفضل الخلق أو أفضل من غيره، فقد يحصل للمفضول من ذلك ما لا يحصل للفاضل.
وأما الإيحاءات الشيطانية فهي ما يحصل للمنحرفين والعرافين والمبتدعين والدجالين .
فهذا هو الضابط، ولا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بالإلهامات والمكاشفات، فإنها لا يترتب عليها شيء من الناحية الشرعية العملية، فقد أكمل الله الدين فقال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا [المائدة:3].
فلا عمل بالإلهام والمكاشفات على الإطلاق، وهذا ما قرره أهل العلم، قال في المراقي:
وينبذ الإلهام بالعراء === أعني به إلهام الأولياء .
وأما من يريد أن يكون وريث النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد أن يكون عالما تقيا نقيا ورعا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر. رواه أحمد وأصحاب السنن.
والحاصل: أن أولياء الله في كل زمان وفي كل مكان، هم الذين آمنوا وكانوا يتقون.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة