حكم الدخول في قرض يشترط فائدة على التأخير

0 134

السؤال

أنا مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، وهناك مسألة نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في بيان حقيقتها، آملين من الله أن تفتونا في هذه المسألة: أنا لدي حساب في بعض البنوك ؛ حيث حصلت من هذه البنوك على عرض قرض لمدة ثمانية عشر شهرا من دون فوائد على المبلغ، ولكن هناك شرط عند انتهاء المدة إذا لم يتم سداد المبلغ كاملا، فقد نضطر إلى إضافة شرط فوائد ، حسب الوقت والزمن والمبلغ المتبقي الذي لم يتم سداده. ولكن لدي النية والاستطاعة على سداده بانتهاء المدة. فهل يجوز لي أخذ هذا القرض.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا يجوز لك أخذ هذا القرض مع الشرط المذكور ما لم تكن مضطرا إليه، وقد كان أهل الجاهلية يقولون للمدين : "إما أن تقضي، وأما أن تربي" والبنوك يشترطون إما ان تقضي في أجل كذا، أو تربي بدفع فائدة على الدين، وقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون [البقرة:278-279].

جاء في قرار مجلس المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة 1409: إن الدائن إذا شرط على المدين أو فرض عليه أن يدفع له مبلغا من المال غرامة مالية جزائية محددة، أو بنسبة معينة إذا تأخر عن السداد في الموعد المحدد بينهما فهو شرط، أو فرض باطل، ولا يجب الوفاء به بل ولا يحل. لأن هذا بعينه هو ربا الجاهلية الذي نزل القرآن بتحريمه.

ونية السداد المبكر والقدرة عليه لتفادي الإلزام بالفائدة لا يبيح الدخول في العقد المتضمن لذلك الشرط ابتداء ما لم تلجئ إليه ضرورة أو حاجة معتبرة تنزل منزلتها. وقد بينا حد الضرورة المبيحة للمعاملات المحظورة كالربا، في الفتويين رقم: 1420، ورقم: 6501

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة