السؤال
أنا بنت في 18، وعندما كنت في 13 أنعم الله علي بالنقاب، وبيتي غير ملتزم ولا يشجعون على التقرب من الله وأحاول أن ألتزم من دون معاونة من أحد، وعندما كنت في 14أتانا أبي بجهاز كمبيوتر فعملت إيميلات تواصل من فيس بوك وياهو وكنت لا أعلم أي شيء في عالم الأنترنت ووالله لم تكن لي نية أن أستغله في الحرام وعندما كنت أتسلى ظهر أمامي شات فدخلت عليه ورأيت أناسا كثيرين فقلت أستغل هذا التجمع وأكتب أذكارا وأدعية وأحاديث بدلا من الكلام غير المفيد، وفعلا دخلت، وكنت أدخل باسم ديني وهكذا فتكلم معي شخص وقال كلمتك فقط لأن اسمك محترم فأضفته على إيميلي الخاص، وبدأنا نتحدث، فشعرت بالندم ومسحته، ولكنني لم أمسحه جيدا بسبب عدم خبرتي في الكمبيوتر وكلمني ثانية ولفترة كبيرة وكانت أختي الكبيرة تعلم بهذا حتى قال إنه معجب بي ويريد أن يتقدم لي، ولكنني كنت صغيرة فقلت له اصبر حتى أكبر، وبعد فترة طويلة بعثت له صوري بشعري، وفي 17 قال إنه يريد أن يأتي إلى أبي، فقلت له كلمه، فكلمه فوافق أبي، ولكنه فاجأني عندما قال إنه متزوج ولديه طفلة، وسوف يطلقها، فغضبت كثيرا وحاولت البعد عنه وكنت لا أرد عليه أبدا.... فقال لي إن صوري معه وسوف يبعث بها لأبي، وأنا لا أرد عليه ولا أريد التحدث معه ليس لأنني لا أريد أن أتزوجه، بل لأنني التزمت ـ والحمد لله ـ فهل أتزوجة لكي أمسح الصور التي عنده؟ أم أتركه يفعل ما يشاء؟ أم ماذا؟ وادعوا لي بصلاح القلب.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا لك السلامة والعافية من كل بلاء، وأن يحفظ لنا ديننا، ويرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، ويؤتي نفوسنا تقواها، ويزكيها فهو خير من زكاها، هو وليها ومولاها، بمنه وكرمه، وما ذلك عليه بعزيز، ونسأله سبحانه أن يجزيك خيرا على الأوبة وأن يتقبل منك التوبة، ويحفظك فيما بقي، ونرجو أن تكون هذه الحادثة درسا لكل من تغتر بالشيطان وأمانيه الباطلة، ووعوده الكاذبة، فهذا من مكره، فهو يعمل ليل نهار لإضلال بني آدم بمختلف الوسائل، قال تعالى حكاية عنه: ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا{النساء120:119}.
فها أنت الآن ضحية للاستجابة لوساوسه ونزغاته، وليس من حق هذا الرجل أن يهددك بهذه الصور، ويجعلها وسيلة للضغط عليك للموافقة على زواجك منه، فننصحك أولا بالدعاء، أن يحميك الله من شره، ويرد عنك كيده، وذكريه بالله تعالى وأليم عقابه، وأنه لو فعل ما يهدد به ربما عاقبه الله في نفسه أو أهله أو ماله، عسى أن يرتدع.
وأما الزواج: فمجرد كون الرجل له زوجة سابقة ليس بعيب يمنع قبوله زوجا، فالمهم أن يكون صاحب دين وخلق يخاف ربه، ويعرف لزوجته حقها، فبالسؤال عنه يمكن معرفة حقيقة حاله، فإذا أثني عليه في دينه وخلقه في الجملة فاقبلي به زوجا، واستخيري الله تعالى في أمره، فإن كان في الزواج منه خير أتمه الله وإلا صرفه عنك، وانظري الفتويين رقم: 19333، ورقم: 123457.
وإن تبين أنه ليس مرضيا في دينه وخلقه، فلا توافقي على زواجه منك، وسلي الله تعالى أن يبدلك خيرا منه، وأن يصرف عنك أذاه، ونرشدك إلى الفتوى رقم: 20343، ففيها بعض الأدعية التي تناسب المقام.
والله أعلم.