السؤال
ما حكم قطع الإشارة التي تكون بعض الأحيان خالية من السيارات في مثل وقت الفجر؟ وما قولكم في هذه المقولة: وضعت الإشارة للتنظيم وليست للتعظيم؟.
ما حكم قطع الإشارة التي تكون بعض الأحيان خالية من السيارات في مثل وقت الفجر؟ وما قولكم في هذه المقولة: وضعت الإشارة للتنظيم وليست للتعظيم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى الناس الالتزام بالقوانين المرورية، لما فيها من المصلحة، وما تدرؤه من المفسدة غالبا، كما بينا في الفتوى رقم: 9161.
وقطع الإشارة الضوئية لا يجوز لمظنة ترتب الضرر بقطعها، وإن كان أحيانا لا ضرر فيه، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين في لقاءات الباب المفتوح: هل يجوز قطع الإشارة إذا كان لا يوجد في جهات أخرى سيارات، أخذا بالقاعدة الأصولية الحكم مع علته؟ فأجاب رحمه الله: لا يجوز قطع الإشارة، لأن الله تعالى قال: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم {النساء:59} وولاة الأمر إذا وضعوا علامات تقول للإنسان: قف، وعلامات تقول للإنسان: سر، فهذه الإشارات بمنزلة القول، يعني: كأن ولي الأمر يقول لك: قف، أو يقول: سر، وولي الأمر واجب الطاعة، ولا فرق بين أن تكون الخطوط الأخرى خالية أو فيها من يحتاج إلى أن يفتح له الخط، وقد سألت المدير العام للمرور هنا بالمملكة العربية السعودية وقال: إن هذه الإشارات ليست للتنظيم ولكنها للإيقاف والحجز، وإذا كان كذلك فهذا لا ينطبق عليه ما أشار إليه السائل في قوله: الحكم يدور مع علته وجوده أو عدمه، لأن هذا أمر بالإيقاف وليس المعنى: قف! إن كانت الخطوط الأخرى مشغولة، بل المعنى قف نهائيا، وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يتجاوز، ثم إنه قد يرى الإنسان الخط غير مشغول، فإذا بإنسان يأتي مسرعا ليتدارك الإشارة التي ترخص له بالسير فيحصل الحادث كما يقع هذا كثيرا لذلك نرى أن الواجب الوقوف، والمسألة والحمد لله لا تعدو ثلاث دقائق ثم ينفتح له الخط. انتهى.
وأما قول القائل: وضعت الإشارة للتنظيم وليست للتعظيم ـ فهذا قول صحيح، ولكن ليس فيه حجة على ترك التقيد بإشارة المرور، إذ من التنظيم ما هو واجب كقوانين المرور وغيرها...
والله أعلم.