التنافس في الخير مطلوب والحسد مذموم

0 133

السؤال

أنا تلميذ في 17 من عمري، ولدي صديق أعرفه منذ مدة طويلة، وتربطنا صداقة قوية جدا تتجاوز المدرسة التي ندرس بها سويا، كما نساعد بعضنا، ولا يبخل أحد منا على الآخر بشيء رغم أنني أشعر بأنني أحسن له أكثر مما يحسن إلي، كما أننا متفوقان دراسيا بحيث إذا أخذت المرتبة الأولى في الفصل فإن صديقي يأخذ المرتبة الثانية والعكس صحيح، لكن ما ورد في الآخر هو محور المشكلة، فعندما يتفوق علي أحاول جاهدا أن أفرح له لكن يغلبني شعور بالغيرة والحسد لا أعرف له دواء، فمؤخرا عندما أعلنت النتائج الدراسية تفوق علي بقليل فأحسست بشعور سيئ لم أتخلص منه إلا بعد مدة، بالرغم من أنني لا أبدي حسدي أمامه ولا أمام الناس إلا إذا امتنعت أن أشاركه خيرا قد ينفعه دون أن يعلم، وذلك الشعور الداخلي يؤرقني كثيرا ويجعلني أعاني، لأنني من جهة أحب له الخير، لأن له مكانة كبيرة عندي، ومن جهة أخرى تغلبني نفسي وأحيانا أجاهد نفسي وأتغلب عليها لكنني لا أنجح في ذلك إلا بعد معاناة داخلية لا يعلم بها إلا أنا، فهل من سبيل أقوي به نفسي وقلبي على الخير حتى أتخلص من هذا السلوك الذي لا يرضي الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت إذ أردت مداواة نفسك من بعض الخواطر قبل استفحالها، ونفيدك أن الأمر طالما لم يصل إلى الظلم، والتعدي وتمني زوال النعمة منه فليس من الحسد المحرم المذموم، وراجع الفتوى رقم: 125821.

وراجع كذلك للفائدة الفتوى رقم: 40768.

وكونك تمتنع من مشاركته في بعض الخير الذي قد ينفعه ليس بمحرم، ما لم تجب عليك المشاركة في هذا الأمر، وإن كانت هذه الحال دون الحال الكاملة، كما بينا في الفتوى رقم: 245452.

ونوصيك أن تكثر الدعاء لصاحبك، فإنه يذهب بعض ما في القلب، قال تعالى: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم {الحشر:10}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة