السؤال
ما هي صحة طريقة: فمي بشوق ـ في ختم القرآن الكريم في سبعة أيام تلاوة؟ وهل أفضل مدة لختم القرآن الكريم تلاوة هي سبعة أيام؟.
ما هي صحة طريقة: فمي بشوق ـ في ختم القرآن الكريم في سبعة أيام تلاوة؟ وهل أفضل مدة لختم القرآن الكريم تلاوة هي سبعة أيام؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأفضل للمسلم أن يشغل جل وقته بقراءة كتاب الله تعالى وتدبر معانيه، كما كان السلف الصالح يفعلون، وأن يختمه بحسب استطاعته مع مراعاة التجويد والتدبر، ويحسن أن يكون له ورد يومي ثابت لا ينقص عنه، كما كان شأن السلف ـ رحمهم الله ـ وقد اختلفت عاداتهم في ختم القرآن الكريم، مع أن أغلبهم كان يختمه في سبعة أيام، قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه على صحيح مسلم: وقد كانت للسلف عادات مخلتفة فيما يقرءون كل يوم بحسب أحوالهم وأفهامهم ووظائفهم، فكان بعضهم يختم القرآن في كل شهر، وبعضهم في عشرين يوما، وبعضهم في عشرة أيام، وبعضهم أو أكثرهم في سبعة، وكثير منهم في ثلاثة، وكثير في كل يوم وليلة، وبعضهم في كل ليلة، وبعضهم في اليوم والليلة ثلاث ختمات، وبعضهم ثمان ختمات، وهو أكثر ما بلغنا. اهـ.
وقال في التبيان: وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة فكثيرون، نقل عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب ـ رضي الله عنهم ـ وعن جماعة من التابعين كعبد الرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله. اهـ.
وبالنسبة لهذه الطريقة التي تسمى: فمي بشوق ـ فهي اختصار بديع لكيفية ختم القرآن في سبعة أيام، وكل حرف منها يشار به إلى بداية السورة التي يبدأ بها الورد، فالفاء: من سورة الفاتحة إلى آخر النساء، والميم: من سورة المائدة إلى آخر التوبة، والياء: من سورة يونس إلى آخر النحل، والباء: من سورة بني إسرائيل ـ أي الإسراء ـ إلى آخر الفرقان والشين: من سورة الشعراء إلى آخر يس، والواو: من سورة والصافات إلى آخر الحجرات، والقاف: من سورة ق إلى آخر سورة الناس، وقد نظمها بعضهم في بيت فقال:
بكر عقود يونس سبحانا وظلة يقطين قاف بانا.
ولا حرج في العمل بها مادامت تعين الإنسان على ضبط ورده، وأما أفضل مدة يختم فيها القرآن الكريم: فيظهر ـ والله أعلم ـ أنها كل أسبوع، لما قدمنا من أن أغلب السلف كانوا يختمون في سبع، قال العلامة بن باز رحمه الله: ليس لختم القرآن مدة محدودة وأحسن ما يفعل في ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص لما سأله عن كيفية قراءة القرآن وأخبره عبد الله أنه يختم في كل يوم ويصوم الدهر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصوم ويفطر، وأن ينام ويقوم، وأن يختم في كل شهر، وقال: إن لنفسك عليك حقا، وإن لأهلك عيك حقا، وإن لضيفك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه، فاستزاده عبد الله، فقال: اقرأه في كل أسبوع، فأفضل ما يقرأه فيه سبعة أيام، وإن زاد فلا حرج. اهـ مع تصرف يسير.
ولمزيد الفائدة راجع الفتويين رقم: 189071، ورقم: 7069.
والله أعلم.