ما يجب على من أساء إلى أخيه وآذاه

0 126

السؤال

كان لي صديق أحبه وافترقنا منذ زمن وكنت أفعل بعض الأشياء معه وأريد أن أتطهر منها، وكان يفعل معي أو يقول لي أشياء جارحة وقاسية ثم تصالحنا بعد هذا الكلام الذي قاله لي، ولمدة 3سنوات كانت تحصل تراكمات من نوع الكلام الجارح، وإذا كنت جالسا في بيتي وتذكرت هذه الأشياء، فإنني أغضب ثم أبعث له برسائل جارحة وقاسية كانت تؤذيه، وأحيانا كثيرة كان يبكي وكانت تأتيه على غفلة، وقد آذيته متعمدا ولا ذنب له، فكيف أصلح الخطأ بعد ما انقطعت علاقتي معه بحيث لا يأخذ من حسناتي يوم القيامة؟ وكيف أتوب من هذا؟ وأحيانا كنت أغار منه غيرة شديدة وأحسده وأراه سعيدا وأنا حزين لبعض الظروف العائلية، فأتعمد أن أنكد عليه أو أختلق له مشاكل، وأغلب الأحيان كنت أنجح في اختلاق المشاكل له وأتسبب في حزنه، فكيف أتوب من هذا؟ كما أن عندي سوء ظن بالناس ولذلك كنت أتهمه بأشياء بسبب الوساوس التي في رأسي ويتضح لي فيما بعد أنه بريء من كل ما كنت أتهمه به، فكيف أرد له مظالمه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العلاقة بين الإخوان والأصدقاء ينبغي أن يسودها الحب والبعد عن الأذى والتحاسد والاتهام بالسوء.... ولكن إذا حصل أن نزغ الشيطان بين الإخوان فحصل تعد على النفس أو العرض فيجب على المتعدي أن يتوب إلى الله من ذلك بأن يندم على ما مضى منه ويقلع عنه ويعزم عزما أكيدا على عدم العود إليه، وأن يتحلل من أخيه المعتدى عليه إن أمكن ذلك ولم يؤد إلى مفسدة أعظم، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه. رواه البخاري.
وإذا كان طلب السماح من صاحب الحق يؤدي إلى زيادة البغضاء والشقاق، فعلى المرء حينئذ طلب السماح من أخيه في الجملة، ولا يذكره بما سبق، لئلا يوغر ذلك صدره ويؤدي إلى فساد أكبر، وننصح بكثرة الإحسان  إلى الأخ المظلوم حتى تستعطف قلبه ويسامحك، وقد صدق من قال:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم     فطالما استعبد الإنسان إحسان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة