حكم من نذر ترك معصية ثم ارتكبها ثم كفر عنها ثم ارتكبها بعد ذلك

0 163

السؤال

أنا في 16 من عمري، أعاني من مشكلتين في حياتي أكاد أجن وأختنق بسببهما:
الأولى: هي أنني أعاني من وسواس بشكل فظيع في عباداتي في الصلاة والصيام والحج والعمرة، وأشك في معتقدات ديني، فمرة أحببت أن أقرأ في رمضان القرآن مع تفسيره، لكنني ما لبثت أن أغلقت التفسير، لأنني بدأت في الحيرة في ديني، علما بأنني قرأت تفسير ابن كثير الأمر يعذبني فأشعر أن الله غاضب مني كثيرا وأنني ممن سيدخلون النار..!
الثانية: لها علاقة بالأولى بعض الشيء، حيث إنني قبل سنتين نذرت ترك معصية كنت أرتكبها في السابق، وللأسف ارتكبتها أكثر من مرة ومن ثم سارعت لتأدية الكفارة، وبعد الكفارة ارتكبتها أيضا، وهذه المرة دون نذر، وقد قرأت أنه إذا كان في نذري لفظ يقتضي التكرار فيجب علي أن أكفر عن كل مرة، لكنني أعاني من وسواس، فقبل قراءة هذه الفتوى كنت واثقة أن نذري كان يدل على كفارة واحدة، لكنني من النوع الذي يشك في أي شيء يتعلق بالدين، فلا أعلم الآن ما الذي أفعله؟ والأفظع من هذا أنني لا أعلم كم مرة ارتكبت المعصية، وإذا عدت للمعصية بعد الكفارة دون نذر جديد، فهل هناك كفارة أم لا؟ علما بأنني لم أرتكب المعصية منذ وقت طويل، وقد تبت إلى الله واعترفت بخطئي.
ساعدوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فمهما عرضت لك هذه الوساوس في العبادة أو العقيدة أو غير ذلك فلا تعرها اهتماما، بل اطرحها عنك ولا تبال بها، واعلم أن هذه الوساوس من كيد الشيطان لك ومكره بك ليفسد حياتك وينغص عيشك، فلا تسترسل مع تلك الوساوس وجاهد نفسك للتخلص منها، وكلما ألقى الشيطان في قلبك ما يحيرك به في أمر الدين فتعوذ بالله من شره، وقل آمنت بالله وانته عن الفكرة المذمومة، واعلم أن هذه الأفكار لا تضرك ولا تؤثر في إيمانك مادمت كارها لها نافرا منها، وانظر الفتويين رقم: 147101، ورقم: 51601.

وأما نذرك المذكور: فمادمت قد أتيت بكفارة اليمين فقد برئت ذمتك، والأصل عدم صدور لفظ يفيد التكرار، ومن ثم فلا تلزمك كفارة ثانية، فاطرح عنك الوساوس في هذا الأمر، وتب إلى الله من المعاصي كلها واستقم على شرعه وتمسك بدينه، فإن في ذلك النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة