السؤال
السؤال:
1- كيف كانت العلاقة بين بولس، والحواريين؟ هل كان الحواريون يبتعدون عنه، ولا يتعاملون معه، ويتبرؤون منه، ويبغضونه؟ وهل حضر بولس مع الحواريين في أي مجمع، وناظرهم؟
2-هل صحيح أن بطرس الحواري عند النصارى، ليس حواريا حقيقيا من حواريي المسيح، ولكنه كافر من أهل التحريف؟
وهل أيضا أصحاب الأناجيل الأربعة: متى، ولوقا، ويوحنا، ومرقس. ليسو بحواريين من حواريي المسيح الحقيقيين، الذين كانوا مع النبي عيسى عليه السلام، ولكنهم كفار من أهل التحريف؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن نبهنا ببعض الفتاوى السابقة، على أن بولس هو أول من حرف دين النصارى، بعد اجتماع عقده مع الحواريين، فهو أول من حرف في دين النصارى، فيما بين عام 51-55 م حيث عقد أول مجمع يجمع بين الحواريين: مجمع أورشليم، تحت رئاسة يعقوب بن يوسف النجار- المقتول رجما سنة 62م- ليناقش دعوى استثناء الأمميين، وفيه تقرر -إعمالا لأعظم المصلحتين- استثناء غير اليهود من الالتزام بشريعة التوراة، إن كان ذلك هو الدافع لا نخلاعهم من ربقة الوثنية، على أنها خطوة أولى يلزم بعدها بشريعة التوراة، كما تقرر فيه تحريم الزنا، وأكل المنخنقة، والدم، وما ذبح للأوثان. بينما أبيحت فيه الخمر، ولحم الخنزير، والربا مع أنها محرمة في التوراة.
ثم ابتدع من عنده كثيرا من الأباطيل؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 27986.
وأما أصحاب الأناجيل، فإن بعضهم تتلمذ على يد المسيح (متى، يوحنا، بطرس، يعقوب، يهوذا) وبعضهم تنصر بعد المسيح ولم يلقه (بولس ومرقس تلميذ بطرس)، وبعضهم تنصر على يد من لم يلق المسيح (لوقا تلميذ بولس).
وقد كتبت أصول هذه الأناجيل باللغة اليونانية، فيما عدا (متى) الذي كتب بالعبرانية، لكن أيا من اللغتين لم تكن لغة للمسيح، الذي كان يتكلم السريانية، كما دلت على ذلك الأناجيل، فمن الذي ترجم هذه الأناجيل؟ وأين النسخ الأصلية؟ فهذه أسئلة لا نجد لها جوابا، وهي تفقد أي ثقة في هذا الأناجيل. ولمزيد بيان عن إثبات التحريف الواقع في الأناجيل من كلام علماء النصارى أنفسهم، وبيان الدور الذي لعبه بولس في ذلك التحريف انظر الفتاوى أرقام: 29326، 43148.
وأما عن بطرس فقد قال الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- في كتابه علل وأدوية: (بطرس) أحد الحواريين الكبار، صحب عيسى بن مريم طويلا، ومع ذلك فعندما تعرض هذا النبي الكريم للاضطهاد، وشرع خصومه من اليهود، والرومان يقاومون تعاليمه بغضب، وصدرت الأوامر للشرطة بمطاردة النصرانية، واعتقال أتباعها، وتعرض عيسى لحرج شديد!.. في هذه الآونة ألقى القبض على (بطرس) وسئل: أتعرف عيسى بن مريم؟ قال: لا! وأنكر عدة مرات أن ليس له به صلة.. لقد آثر النجاة بنفسه. اهـ.
وجاء في كتاب: إظهار الحق للشيخ رحمة الله الكيرانوي: من قابل الباب الأول من إنجيل يوحنا ثلاثة اختلافات في كيفية إسلام الحواريين: الأول: أن متى، ومرقس يكتبان أن عيسى لقي بطرس، وأندراوس، ويعقوب، ويوحنا على بحر الجليل، فدعاهم إلى الإسلام فتبعوه، ويكتب يوحنا أنه لقي غير يعقوب عند عبر الأردن.
والثاني: أن متى، ومرقس يكتبان أنه لقي أولا بطرس، وأندراوس على بحر الجليل، ثم لقي بعد زمان قليل يعقوب، ويوحنا على هذا البحر، وكتب يوحنا أن يوحنا، وأندراوس لقياه أولا في قرب عبر الأردن، ثم جاء بطرس بهداية أخيه أندراوس، ثم في الغد لما أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل لقي فيلبس، ثم جاء نثنائيل بهداية فيلبس ولم يذكر يعقوب.
والثالث: أن متى، ومرقس يكتبان أنه لما لقيهم كانوا مشتغلين بإلقاء الشبكة، وبإصلاحها، ويوحنا لم يذكر الشبكة، بل ذكر أن يوحنا، وأندراوس سمعا وصف عيسى من يحيى عليهما السلام، وجاء إلى عيسى، ثم جاء بطرس بهداية أخيه. اهـ
والله أعلم.