السؤال
أشعر أني سلعة سياسية للشهرة، والإعجابات على المواقع، ولست إنسانا. أنا مثلي الجنس، أكثر فئة في المجتمع يقع عليها الظلم، رغم أن معظمنا عنده مواهب لا تعد، ولا تحصى، ومتدين، ولا يؤذي أحدا، ولا نتحرش بالفتيات، ولا نفعل شيئا من الكبائر.
أنا أقرأ في الدين، وأرى عكسه في الشيوخ، والناس حرفيا. فالدين حرم التحقير، والسخرية، ولكن يفعلون ذلك بنا، رغم أننا من ناحية الشكل، والكلام مثلهم تماما، الفرق فقط في الميول التي لم أخترها أصلا، وقدر الله لي هذه الميول المكتسبة.
أشعر بالحزن عندما أرى خبر اغتصاب لشاب، أو لطفل مثل ما حدث معي؛ لأسباب كثيرة لا يعلمها إلا الله، ربما أقلها فتنة الناس، وهو لا يسأل عما يفعل، ولكن أشعر بصدمة عندما أقرأ في حد اللواط مثل الشيوخ الذين يأخذون كلام ابن القيم، وابن تيمية، أشعر والله أنهم يعبدونهم من دون الله، بسبب كثرة نقلهم عنهم، من دون النبي صلى الله عليه وسلم، والمذاهب.
وثقافة الناس أن اللواط يهز عرش الله، وأنه ليس هناك فرق بين الميول، والفعل، والمقدمات، واللواط نفسه، وأن قوم لوط هلكوا بسبب الفاحشة وليس الكفر، بل يظن العامة أنهم كانوا مؤمنين، وأن جبريل عليه السلام رفع قرى قوم لوط، رغم أنها غير ثابتة، وأن حد اللواط لم يختلف فيه أحد، بل يظنون أن القتل بدون شهود، وشروط، وأن الله يأمر بحرقي، أو وضعي في مكان نتن، أو رمي حائط علي، أو رميي من مكان مرتفع-إذا مارست اللواط-رغم أن الفقهاء رد بعضهم على بعض في صفات القتل، وأنها كلها لا تصح ما عدا الرجم، بل يقولون إن الصحابة اتفقوا على القتل، رغم أن هناك روايات عنهم أنه كحد الزنا مثل سيدنا عثمان، وابن الزبير، ورواية عن ابن عباس -رضي الله عنهم- يوجد خلاف لم يجمعوا، لكنهم يأخذون من الدين ما يرضي هواهم السادي، فمن يضر المجتمع حقا هم الشباب الطبيعيون الذين لا يعرفون إلا ترك الصلاة، والزنا، وشرب الحشيش، وتمثيل دور الملاك، والطبيب النفسي، والفقيه علينا، والله السرطان أرحم من هذا البلاء.
أشعر بالخوف من الشيوخ بسبب شدة الخطاب علينا، رغم أنه ليس لي ذنب؟ كيف أتعالج في هذا الجو النفسي من رجال الدين، وصفات القتل مثل الحرق! أشعر بالرعب منهم، لا أستطيع تخيل أن الله قدر لي هذه الميول، ثم يريد حرقي إذا مارست ميولي التي لم أخترها، فأنا إنسان ولست ملاكا، من الممكن أن أقع، والناس ينشرون أخطاء دينية، وعلمية مستفزة، كفرض اجتهاد عالم ما "بالقوة" أشعر بالتوتر بسبب هذا الكلام: يترك في أنتن المواضع. لم يقله أحد من الصحابة، ولا في أي مذهب، يحرق بالنار؟ هل هؤلاء بشر؟ هل نظروا في كتب الفقهاء؟ هل يشعرون بما يقولون؟ لماذا يأخذ شيوخ السلفية ما يرضي هواهم، ويتركون كل المذاهب والفقهاء.
يقول ابن القيم في الجواب الكافي: "ولم يبتل الله تعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحدا من العالمين، وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أمة غيرهم"
تجاهل كل ذنوبهم، وأن الله عاقبهم بكفرهم، ثم باقي الذنوب، وليس الفاحشة فقط، رغم أن عذاب قوم عاد متقارب معهم، وقال إنه لا يوفق لخير حتى بعد توبته، وأنا لم أذنب حتى أتوب أصلا و"إذا وطئه الرجل قتله قتلا لا ترجي الحياة معه" وأن اللواط أعظم من القتل.
أنا لا أبرر الذنوب، ولكن هذا الكلام يقنط من-رحمه الله-، ويجعلني افكر في فعل اللواط، طالما هو قال إنه لا ترجى الحياة لي، وكل الطرق تؤدي للعذاب، رغم أني لم أفعل اللواط برضى مني، ولا مرة. يجعلوني أشعر بالذنب، رغم أني لا أفعل أي شيء حرام؟
وهل اللواط أعظم من القتل فعلا؟ وأرجو أن توضحوا صفات القتل السابقة هل تصح أم لا؟ أليس الله يريد وجودي لحكمة ما؟! ويريد وجود أيضا من يفعل اللواط، وإلا لما جعل شروط الحد بهذه الصعوبة بأربع شهود، كلما حاولت أن أنسى الماضي من حادثة الاغتصاب، وآخذ بالأسباب، والدعاء يظهر داعية سوء يسخر منا، أو ينشر كلاما دينيا، وعلميا مستفزا وأوصافا تجرحني مثل: إنسان مقرف-منحرف -ليس برجل-منتكس الفطرة.
برأيكم هل هؤلاء يسخرون مني، أم يعترضون على قدر الله لنا؟ حتى إن لم يكن كذلك. كيف أعالج، وديني فيه نصوص حرق، ويوضع في مكان نتن. مثل هذه النصوص تؤثر على حالتي النفسية، حتى إن لم أفعل الذنب، وأقول لنفسي: طالما الله يريد ذلك، لماذا قدر لي هذه الميول أساسا! والشيطان يوسوس لي أنه قدر لي ذلك ليعذبني، ويجعلني لعبة في أيدي رجال الدين، وعامة الناس للسخرية، وبعض الشيوخ يظنون أن قوم لوط ذنبهم الوحيد الفاحشة، وأنهم هلكوا بسببه، وليس بسبب الكفر، وبعض الناس لا يعرفون شيئا في الدين، ويمثلون دور الملاك الطاهر علينا؟ والله لا أريد شيئا من الحياة إلا أن أعيش في سلام، ورضا ربي، حتى الزواج لا أريده، يا ليت رجال الدين يتمسكون بالدين، عندما يأتي الأمر إلينا بدلا من السخرية، والاحتقار، داعية كبير يقول إن هذا الفعل هذا يهز العرش.
فما بالكم بالعامة!