السؤال
نريد التعرف على رأي فضيلتكم في أبيات من الشعر اشتهرت على ألسنة كثير من الخطباء في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وهي:
وأحسن منك لم تر قط عيني.... وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب.... كأنك قد خلقت كما تشاء.
ألا ترون أن هذا يحمل المبالغة في الإطراء المنهي عنه، كما يحصر فضائل النبي صلى الله عليه وسلم في جمال الشكل؟ هذا من الناحية الشرعية، أما من الناحية المنطقية، فكيف يكون له مشيئة وهو لم يخلق يعد!؟ ألا تتفقون معي بأن هذا من التكلف المذموم وأن تركه أولى؟.
وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبيتان ينسبان لحسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ وهما في ديوانه ص: 10 ط صادر، فإن صحت نسبتهما إليه فلا كلام. وعلى كل حال، فليس في البيتين ما يستنكر ولا فيهما غلو مذموم، ووصف رسول الله صلوات الله عليه بحسن الصورة منتشر في الأحاديث، وكونه مبرأ من العيوب الخلقية والخلقية أمر لا شك فيه، وقوله: كأنك قد خلقت كما تشاء ـ معناه أن أوصافك البشرية قد كملت بحيث لو تصور أن لك مشيئة في خلق نفسك لم تزد على هذا، ومن المعلوم أن الشخص لا يشاء لنفسه إلا أكمل الأمور وأفضلها، فهذا ما يريده الشاعر، وبالجملة، فالبيتان حسنان.
والله أعلم.