الصلوات التي يمكن ‏الجمع بينها في صلاة واحدة

0 291

السؤال

أود لو سمحتم تصنيف الصلوات ‏التالية إلى مقصودة لذاتها، أو غير ‏مقصودة لذاتها: (أي، أي منها يمكن ‏الجمع بينها في صلاة واحدة).‏
صلاة الضحى-الوضوء-تحية ‏المسجد-صلاة الحاجة-صلاة ‏الاستغفار (أو ركعتا الاستغفار) -‏ركعتا الخروج من المنزل -وركعتا ‏الدخول للمنزل-قيام الليل-صلاة ‏الاستخارة-النفل المطلق-صلاة ‏التسابيح (وهل يجوز أن تصلى ‏ركعتان؟) - الأربع ركعات قبل ‏العصر-والركعتان اللتان تكونان قبل ‏صلاة المغرب، والعشاء-ركعتان بين ‏الأذان والإقامة. ‏
وإذا وجدت صلوات أخرى، أرجو ‏الإشارة إليها، وتصنيفها.‏
وجزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على ‏نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ‏ومن والاه، أما بعد:‏
فالصلاتان اللتان يمكن الجمع ‏بينهما، هما اللتان تكون كل واحدة ‏منهما غير مقصود لذاتها، وإنما ‏المقصود شغل الوقت بالصلاة كتحية ‏المسجد، وسنة الوضوء.
أو تكون إحداهما غير مقصودة ‏لذاتها، والأخرى مقصودة لذاتها، ‏فيجوز الجمع بينهما إذا نويت ‏الصلاة المقصودة لذاتها، ويحصل ‏أجر الصلاتين كالراتبة، وتحية ‏المسجد.
جاء في الموسوعة الفقهية: إن ‏أشرك عبادتين في النية، فإن كان ‏مبناهما على التداخل كغسلي الجمعة، ‏والجنابة، أو الجنابة، والحيض؛ أو ‏غسل الجمعة، والعيد؛ أو كانت ‏إحداهما غير مقصودة كتحية ‏المسجد، مع فرض، أو سنة أخرى، ‏فلا يقدح ذلك في العبادة؛ لأن مبنى ‏الطهارة على التداخل، والتحية ‏وأمثالها غير مقصودة بذاتها، بل ‏المقصود شغل المكان بالصلاة، ‏فيندرج في غيره، أما التشريك بين ‏عبادتين مقصودتين بذاتها كالظهر، ‏وراتبته، فلا يصح تشريكهما في نية ‏واحدة؛ لأنهما عبادتان مستقلتان، لا ‏تندرج إحداهما في الأخرى. اهــ.‏
‏ إذا تبين هذا، فإن صلاة الاستخارة ‏ليست مقصودة بذاتها، فيجوز الجمع ‏بينها، وبين صلاة أخرى فريضة، أو ‏نافلة راتبة، أو غير راتبة، قال الإمام النووي في الأذكار  (ص: 120): "قال العلماء : تستحب الاستخارة بالصلاة والدعاء المذكور ، وتكون الصلاة ركعتين من النافلة ، والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب ، وبتحية المسجد وغيرها من النوافل." انتهى
ومثلها تحية المسجد، وصلاة ‏الحاجة، كما بيناه في الفتوى رقم: ‏‏164347، ومثلها ركعتا الدخول ‏والخروج من المنزل، تحصل ‏بركعتي فرض، أو نفل، كما بيناه في ‏الفتوى رقم: 99393 ، ومثلها سنة ‏الوضوء، فهي من السنن غير ‏المقصودة لذاتها، ومن ثم فإنها ‏تندرج في غيرها بحيث يصح ‏التشريك في النية بينها، وبين غيرها ‏من الصلوات، فمن صلى ركعتين ‏بنية تحية المسجد، وسنة الوضوء ‏أجزأه ذلك، كما بيناه في الفتوى ‏رقم: 129438 ، وكذا التنفل ‏المطلق بين الأذان، والإقامة ( بين ‏كل أذانين صلاة ) والركعتان قبل ‏العشاء، وقبل المغرب هو من النفل ‏المطلق، ويصح أن يجمع معه نية ‏صلاة أخرى؛ وانظر الفتوى رقم: ‏‏20804 في شرح حديث: بين كل ‏أذانين صلاة.‏
وصلاة التسابيح أربع ركعات، ولها ‏صفة خاصة، وهي من النفل المطلق ‏كما صرح به فقهاء الشافعية، والذي ‏يظهر أنه لا مانع من التشريك بينها، ‏وبين صلاة أخرى كتحية المسجد، ‏ولا نعلم أن التسابيح تصلى ركعتان، ‏ولا أن أحدا من أهل العلم قال بهذا؛ ‏وانظر الفتوى رقم: 2501 عن ‏صلاة التسابيح... ماهيتها... وحكم ‏أدائها.‏
وأما قيام الليل: فهو مقصود لذاته، ‏فلا يجمع بينه، وبين صلاة أخرى ‏مقصودة لذاتها كسنة العشاء، كما ‏بيناه في الفتوى رقم: 93075. ‏
وصلاة الضحى مقصودة لذاتها، فلا ‏تجمع مع صلاة أخرى مقصودة ‏لذاتها كسنة الفجر، إذا صليت قضاء. ‏وكذا سنة أربع ركعات قبل العصر، ‏فهي صلاة مقصودة لذاتها، لا سيما ‏وأن بعض الفقهاء عدها من السنن ‏الرواتب، فلا يشرك بينها، وبين ‏صلاة أخرى مقصودة لذاتها كقضاء ‏راتبة الظهر مثلا.
‏ ‏والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة