السؤال
هل استنشاق بخاخ نشاء الملابس أو ما يسمى: بـالفضفاض Fid Fad ـ يفطر الصائم؟ علما بأن هذا البخاخ يعمل على إزالة الشحنات الكهربائية التي توجد بالملابس, وهل إن كان استنشاقه دون قصد أو عن جهل بحكم استنشاقه، أقضي ذاك اليوم؟ علما بأنني أستخدمه كثيرا ولا أحصي الأيام التي استعملته فيها، لأنني أستعمله يوميا لكثرة التصاق الملابس ببعضها، وقد قرأت بعض الفتاوى في موقعكم أن الذي له جرم يحرم استنشاقه.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا البخاخ مجرد بخار، وليس فيه جرم محسوس فاستنشاقه لا يفطر الصائم مطلقا، لأن ما لا جرم له ليس فيه ما يصل إلى الحلق ثم إلى المعدة، فلا يكون حينئذ بمعنى الأكل والشرب، بل هو مثل شم الروائح، وذلك غير مفطر.
وأما إن كان البخاخ المذكور له جرم فاستنشاقه بدون قصد لا يفطر كذلك عند الجمهور، لأن المفطر لا يفطر إلا إذا تناوله الصائم قصدا، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه. متفق عليه، واللفظ لمسلم.
وكذا من استنشقه جهلا بأنه مفطر لا يفسد صومه، لأن الصائم إذا تناول المفطر جهلا منه بالحكم لا يفسد صومه ولا يجب عليه القضاء عند كثير من أهل العلم، لما جاء في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم أنه أخذ عقالا أبيض، وعقالا أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا، فلما أصبح قال يا رسول: جعلت تحت وسادي عقالين، قال: إن وسادك إذا لعريض أن كان الخيط الأبيض، والأسود تحت وسادتك. وفي رواية أنه قال لها: لا بل هو سواد الليل، وبياض النهار. ووجه الدلالة من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بالقضاء ، لأنه كان جاهلا بمعنى الآية الكريمة .
أما من استنشقه عمدا، فهذا الذي يفسد صومه، لأن الاستنشاق يفضي إلى وصول بعض أجزائه إلى الحلق ثم إلى المعدة، فيكون بمعنى الأكل والشرب.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل في استراط آراء الفقهاء راجع الفتويين التاليتين: 220159 ، 25751 .
والله أعلم.