السؤال
ما هي العبادات المقصودة لذاتها؟ وما أسماؤها؟ أريد تعيينها.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعبادة المقصودة بذاتها، هي التي أراد الشرع فعلها من المكلف بخصوصها، ولا يجزئه منها أن يدرجها في عبادة أخرى, وهذا هو أكثر العبادات مثل الصلاة, والصيام, والحج مثلا, وحصرها بالأسماء متعذر لكثرتها، فما من العبادات يمكن أن يندرج في غيره، فهو غير مقصود بذاته، مثال ذلك تحية المسجد، فإنها غير مقصودة بذاتها، وإنما المقصود شغل البقعة بالصلاة، وكذلك سنة الوضوء, فيجزئ عنها كل صلاة بعد الوضوء، لأن ذلك هو المقصود منها جاء في الموسوعة الفقهية: إن أشرك عبادتين في النية، فإن كان مبناهما على التداخل، كغسلي الجمعة والجنابة، أو الجنابة والحيض، أو غسل الجمعة والعيد، أو كانت إحداهما غير مقصودة، كتحية المسجد مع فرض أو سنة أخرى، فلا يقدح ذلك في العبادة، لأن مبنى الطهارة على التداخل، والتحية وأمثالها غير مقصودة بذاتها، بل المقصود شغل المكان بالصلاة، فيندرج في غيره، أما التشريك بين عبادتين مقصودتين بذاتها، كالظهر وراتبته، فلا يصح تشريكهما في نية واحدة، لأنهما عبادتان مستقلتان، لا تندرج إحداهما في الأخرى. انتهى.
وجاء في مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: والقسم الثاني: أن يكون المقصود بالعبادة مجرد الفعل والعبادة نفسها ليست مقصودة، فهذا يمكن أن تتداخل العبادات فيه، مثاله: رجل دخل المسجد والناس يصلون صلاة الفجر، فإن من المعلوم أن الإنسان إذا دخل المسجد لا يجلس حتى يصلي ركعتين، فإذا دخل مع الإمام في صلاة الفريضة أجزأت عنه الركعتين، لأن المقصود أن تصلي ركعتين عند دخول المسجد، وكذلك لو دخل الإنسان المسجد وقت الضحى وصلى ركعتين ينوي بهما صلاة الضحى، أجزأت عنه تحية المسجد، وإن نواهما جميعا فأكمل، فهذا هو الضابط في تداخل العبادات. انتهى.
وراجع المزيد في الفتويين رقم: 96185, ورقم: 265684.
والله أعلم.