0 231

السؤال

ما رأيكم في كتاب: صفة الصفوة، من ‏حيث إنه يبين العلماء، والعباد، ‏والأولياء المقتدى بهم، وأقوالهم، ‏وعباراتهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فكتاب صفة الصفوة لابن الجوزي، ‏اختصره من حلية الأولياء لأبي نعيم، ‏وابن الجوزي عالم موسوعي، ‏وواعظ قليل النظير، وإن اشتمل ‏الكتاب على بعض القصص الواهية.

‏وقد قيم الكتابين شيخ الإسلام ابن ‏تيمية، وقارنهما بغيرهما مقارنة ‏نافعة، فقال في مجموع الفتاوى: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، ‏صاحب كتاب "حلية الأولياء" "‏وتاريخ أصبهان" و"المستخرج ‏على البخاري، ومسلم" و "كتاب ‏الطب" و "عمل اليوم والليلة" و ‏‏"فضائل الصحابة" و "دلائل النبوة" ‏و "صفة الجنة" و "محجة ‏الواثقين" وغير ذلك من المصنفات: ‏من أكبر حفاظ الحديث، ومن أكثرهم ‏تصنيفات، وممن انتفع الناس ‏بتصانيفه، وهو أجل من أن يقال له: ‏ثقة؛ فإن درجته فوق ذلك، وكتابه ‏‏"كتاب الحلية " من أجود الكتب ‏المصنفة في أخبار الزهاد، والمنقول ‏فيه أصح من المنقول في رسالة ‏القشيري، ومصنفات أبي عبد ‏الرحمن السلمي، -شيخه-، ومناقب ‏الأبرار لابن خميس، وغير ذلك؛ فإن ‏أبا نعيم أعلم بالحديث، وأكثر حديثا، ‏وأثبت رواية، ونقلا من هؤلاء، ‏ولكن كتاب الزهد للإمام أحمد، ‏والزهد لابن المبارك، وأمثالهما ‏أصح نقلا من الحلية. وهذه الكتب ‏وغيرها لا بد فيها من أحاديث ‏ضعيفة، وحكايات ضعيفة، بل باطلة، ‏وفي الحلية من ذلك قطع، ولكن الذي ‏في غيرها من هذه الكتب أكثر مما ‏فيها؛ فإن في مصنفات أبي عبد ‏الرحمن السلمي؛ ورسالة القشيري؛ ‏ومناقب الأبرار؛ ونحو ذلك من ‏الحكايات الباطلة، بل ومن الأحاديث ‏الباطلة، ما لا يوجد مثله في ‏مصنفات أبي نعيم، ولكن "صفوة ‏الصفوة" لأبي الفرج ابن الجوزي، ‏نقلها من جنس نقل الحلية، والغالب ‏على الكتابين الصحة، ومع هذا ‏ففيهما أحاديث، وحكايات باطلة. ‏وأما الزهد للإمام أحمد ونحوه، ‏فليس فيه من الأحاديث، والحكايات ‏الموضوعة مثل ما في هذه؛ فإنه لا ‏يذكر في مصنفاته عمن هو معروف ‏بالوضع، بل قد يقع فيها ما هو ‏ضعيف بسوء حفظ ناقله.‏ اهـ.
والله أعلم.‏
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات