السؤال
أستيقظ قبل الفجر يمكن بساعة أو أقل، وأصلي الوتر، وبعدها أقول الأذكار العددية مثل لا إله إلا الله مائة مرة، وسبحان الله، وأستغفر الله. كل ذلك قبل الفجر، بل قبل الأذان، والأذكار الأخرى أتركها إلى ما بعد الفجر.
هل عملي هذا جائز؟
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ما تفعله جائز، بل هو من أفضل الأعمال وأحسنها، التي ينبغي للمسلم أن يقوم بها في ذلك الوقت.
فقد جاء في تفسير ابن كثير -رحمه الله- عند قول الله تعالى: والمستغفرين بالأسحار {آل عمران:17}.
قال: دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار، وقد قيل: إن يعقوب، عليه السلام، لما قال لبنيه: {سوف أستغفر لكم ربي } [يوسف:98 ] أنه أخرهم إلى وقت السحر. وثبت في الصحيحين وغيرهما، من غير وجه عن جماعة من الصحابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ الحديث وكان عبد الله بن عمر يصلي من الليل، ثم يقول: يا نافع، هل جاء السحر؟ فإذا قال: نعم، أقبل على الدعاء، والاستغفار حتى يصبح. رواه ابن أبي حاتم. وعن إبراهيم بن حاطب، عن أبيه قال: سمعت رجلا في السحر في ناحية المسجد وهو يقول: رب أمرتني فأطعتك، وهذا سحر، فاغفر لي. فنظرت فإذا ابن مسعود، رضي الله عنه. اهـ.
ولذلك فإن الذكر والدعاء في هذا الوقت من أفضل الأعمال.
وتأخيرك لأذكار الصباح إلى ما بعد صلاة الفجر جائز أيضا، وهو من أفضل أوقاتها، وسبق أن بينا أن أفضل أوقات أذكار الصباح هو من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، وانظر الفتوى رقم: 70552.
والله أعلم.