التمييز بين صاحب السلس وغيره

0 154

السؤال

أرجو أن لا تحيلوني إلى أسئلة.
والله ما بي من ألم كبير؛ فأنا أعاني من كثرة الغازات، وهي متقطعة، وهي تلازمني في أغلب الصلوات، فأعيد وضوئي أكثر من مرة، علما أني والله أحاول حبسها كثيرا، أحيانا أصلي بنفس الوضوء، وأحيانا لا أعيد وضوئي أكثر من مرة. والريح عندي قد تخرج مني في غير الصلاة، واعتقد أني مصابة بالقولون العصبي؛ لأن أبي يعاني من هذا المرض، فتجدوني والله مرة أعاني من الإمساك، ومرة من الإسهال، والغازات، وأصبح أهلي يتضايقون مني لكثرة إعادة وضوئي، وأحيانا لا أجد ذلك، لمدة يوم كامل، ومرات أجده.
فهل آخذ حكم من به سلس، فأنا والله أعاني جدا، ولدرجة أني خائفة من الزواج؟
وأيضا أجلت الحج هذه السنة بسبب ذلك.
هل لي أن آخذ بحكم من به سلس، حتى إن جلست يوما لم يخرج مني ريح في وقت الصلاة؟
وأقسم أني أكلمكم وأنا أبكي.
أتمنى أن أصلي مثل أهلي بدون إعادة.
أتمنى أن أتزوج وأحج، لكن لا أعلم هل أشخص نفسي من أصحاب السلس، ولا أعيد وضوئي؟
أجيبوني جعلكم من أهل الجنة، ووالديكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المصاب بالسلس هو من يستمر خروج الحدث منه جميع الوقت، بحيث لا يجد في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، وكذا إذا كان وقت انقطاع الحدث مضطربا بحيث يوجد مرة، ولا يوجد أخرى، ويتقدم تارة، ويتأخر أخرى، ولتنظر الفتوى رقم: 119395، ورقم: 136434 

وعليه، فإذا كنت تعلمين وقتا محددا ينقطع فيه خروج الريح، فإنك تنتظرين حتى يجيء هذا الوقت، فتتوضئين فيه، وتصلين. وإن كان خروجها مستمرا، أو كان وقت انقطاعها غير معلوم، ولا منضبط، كما بينا، فحكمك حكم صاحب السلس، هذا مع ضرورة التنبه إلى مدافعة الوساوس، ومجاهدتها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وليس للوساوس علاج سوى الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة